{وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ:} روي عن ابن عباس، وعكرمة، وقتادة: أنهم قالوا: يعني: الشيب.
وقال البوصيري: [البسيط] فإنّ أمّارتي بالسّوء ما اتّعظت... من جهلها بنذير الشّيب والهرم
وقال آخر: [الوافر] رأيت الشيب من نذر المنايا... لصاحبه وحسبك من نذير
وقال آخر: [الوافر]
فقلت لها: المشيب نذير عمري... ولست مسوّدا وجه النّذير
وقال السدي، وعبد الرحمن بن زيد: يعني به: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقرأ ابن زيد: {هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى} الآية رقم [٥٦] من سورة (النجم). {فَذُوقُوا} أي: ذوقوا عذاب النار، جزاء على مخالفتكم للأنبياء في حياتكم الدنيا. وانظر الاستعارة في الآية رقم [١٤] من سورة (السجدة). {فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} أي: ما لهم من مانع، ولا مدافع يمنعهم، ويدفع عنهم عذاب الجحيم.
الإعراب: {وَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَصْطَرِخُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله.
{فِيها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية: (الذين...) إلخ، أو هي مستأنفة. {رَبَّنا:}
منادى حذفت منه أداة النداء، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَخْرِجْنا:} فعل دعاء مبني على السكون، والفاعل تقديره: «أنت»، و (نا):
مفعول به. {نَعْمَلْ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف. {صالِحاً غَيْرَ:} يجوز أن يكونا نعتي مفعول مطلق محذوف، التقدير: نعمل عملا صالحا غير، وأن يكونا نعتي مفعول به محذوف، التقدير: نعمل شيئا صالحا غير، وأن يكون {صالِحاً} نعتا لمصدر محذوف، و {غَيْرَ} هو المفعول به. انتهى. جمل نقلا عن السمين.
و {غَيْرَ} مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
{كُنّا:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمه، وجملة: {نَعْمَلْ} في محل نصب خبره، وجملة: {كُنّا نَعْمَلُ} صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير:
الذي كنا نعمله، والكلام {رَبَّنا أَخْرِجْنا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، إن شئت قدرته فعلا مفسرا ل: {يَصْطَرِخُونَ} أي يقولون في صراخهم: ربنا... إلخ. وإن شئت قدرته حالا من فاعل يصطرخون، التقدير: قائلين ربنا... إلخ.