للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له، كالسلطان يقهر غيره بقوته. وقال الزجاج: السلطان: هو الحجة، وسمّي السلطان: سلطانا؛ لأنه حجة الله في أرضه. انتهى. ولا تنس ما قاله عثمان بن عفان-رضي الله عنه-: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) أي: يكف عن المعاصي، ويردع، وجمعه بمعنى: الحاكم، والمالك: سلاطين، ولا يجمع إذا كان بمعنى: الحجة، والبرهان. هذا؛ وزعم الفراء: أن العرب تؤنث السلطان. تقول: قضت به عليك السلطان. أما البصريون؛ فالتذكير عندهم أفصح، وبه جاء القرآن الكريم، والتأنيث عندهم جائز؛ لأنه بمعنى: الحجة. هذا؛ والسلطان: ما يدفع به الإنسان عن نفسه أمرا يستوجب به عقوبة. كما قال تعالى في سورة (النمل) رقم [٢١] حكاية عن قول سليمان على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام في حقّ الهدهد: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}.

الإعراب: {قالُوا:} ماض، والواو فاعله. {بَلْ:} حرف إضراب. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {تَكُونُوا:} فعل مضارع ناقص مجزوم ب‍: {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مُؤْمِنِينَ:} خبر: {تَكُونُوا} منصوب... إلخ. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {كانَ:} فعل ماض ناقص.

{لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} تقدم على اسمها. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من: {سُلْطانٍ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {مِنْ:} حرف جر صلة. {سُلْطانٍ:} اسم {كانَ} مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

{بَلْ:} حرف عطف، وإضراب. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه.

{قَوْماً:} خبره. {طاغِينَ:} صفة: {قَوْماً} منصوب مثله... إلخ. {فَحَقَّ:} الفاء: حرف عطف.

(حق): فعل ماض. {عَلَيْنا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {قَوْلُ:} فاعل، وهو مضاف، و {رَبِّنا} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِنّا:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَذائِقُونَ:} خبر (إن) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، واللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية: {إِنّا لَذائِقُونَ} في محل نصب مقول القول. قال ابن هشام في المغني: من الجمل المحكية ما قد يخفى، فمن ذلك بعد القول: {فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنّا لَذائِقُونَ} والأصل: إنكم لذائقون عذابي، ثم عدل إلى التكلم؛ لأنهم تكلموا بذلك عن أنفسهم. قال الفرزدق: [الطويل]

ألم تر أنّي يوم جوّ سويقة... بكيت فنادتني هنيدة ماليا

والأصل: مالك؟ وهذا هو الشاهد رقم (٧٦٨) من كتابنا: «فتح القريب المجيب». هذا؛ وحذف مفعول (ذائقون) كما رأيت تقديره. {فَأَغْوَيْناكُمْ:} الفاء: حرف عطف. (أغويناكم): فعل،

<<  <  ج: ص:  >  >>