{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الغلام الذي بشر به. {يا أَبَتِ:} من المعروف: أنّ في الاسم المضاف لياء المتكلم إذا كان صحيح الآخر ومنادى ستّ لغات: أحدها: حذف الياء، والاستغناء عنها بالكسرة، مثل: يا عبد، وهذا هو الأكثر. الثاني: إثبات الياء ساكنة، نحو يا عبدي. وهذا دون الأول في الكثرة. الثالث: قلب الياء ألفا، وحذفها، والاستغناء عنها بالفتحة، نحو: يا عبد. الرابع: قلبها ألفا وإبقاؤها، وقلب الكسرة فتحة، نحو: يا عبدا.
الخامس: إثبات الياء محركة بالفتحة، نحو: يا عبدي. قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته:[الرجز]
واجعل منادى صحّ إن يضف ليا... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا
السادس: ضم الاسم بعد حذفها كالمفرد، اكتفاء بنية الإضافة، وإنما يكون ذلك فيما يكثر نداؤه مضافا للياء كالرب والأبوين والقوم، قرئ قوله تعالى:{قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ..}. إلخ بضم الباء، وحكي: يا ربّ اغفر لي. هذا؛ ويضاف إلى ذلك إذا كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم أبا، أو أما أربع لغات: إحداها: إبدال الياء تاء مكسورة، وبها قرأ السبعة ما عدا ابن عامر في قوله تعالى:{يا أَبَتِ} من سورة (يوسف) وسورة (مريم)، الثانية: إبدالها تاء مفتوحة، وبها قرأ ابن عامر ما تقدم. الثالثة:«يا أبتا» بالتاء، والألف، وبها قرئ ما تقدم شاذا، وقال رؤبة بن العجاج:[الرجز]
تقول بنتي: قد أنى أناكا... يا أبتا علّك، أو عساكا
وهذا هو الشاهد رقم (٢٧١) من كتابنا: «فتح القريب المجيب». الرابعة:«يا أبتي» وعليه قول الشاعر: [الطويل]
أيا أبتي لا زلت فينا فإنّما... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا
قال ابن هشام-رحمه الله تعالى-في قطر الندى: وهاتان اللغتان قبيحتان، والأخيرة أقبح من التي قبلها، وينبغي ألا تجوز إلا في ضرورة الشعر. وقال الخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل: ضرورة لكن الأولى أهون؛ لذهاب صورة الياء المعوض عنها. بل قيل: لا ضرورة فيه؛ لأن هذه الألف لم تنقلب عن الياء، بل هي التي تلحق المنادى البعيد، والمندوب، والمستغاث، فتكون لغة عاشرة. والله أعلم.
{اِفْعَلْ:} أمر، وفاعله مستتر، تقديره:«أنت». {فَلَمّا:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {تُؤْمَرُ:} فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف، انظر تقديره في الشرح. وجوز اعتبار {فَلَمّا} مصدرية، ولا وجه له ألبتة. {سَتَجِدُنِي:} السين: حرف استقبال.