للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: لا يدهمنك من جماعتهم الكثيرة عدد فيهم غناء، ونصرة، فإن كلهم كالأنعام، والبهائم، ولله در القائل: [المنسرح]

لا يدهمنك اللّحاء والصّور... تسعة أعشار من ترى بقر

في شجر السّرو منهم شبه... له رواء، وما له ثمر

ورضي الله عن حسان بن ثابت إذ يقول: [البسيط]

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم... جسم الجمال وأحلام العصافير

فقد ورد: أن رجلا معتوها مرّ على مجلس النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم: (هذا رجل مجنون) فقال سيد الخلق، وحبيب الحق، الناطق بالصدق: «هذا مصاب إنّما المجنون من أصرّ على معصية الله تعالى». هذا؛ والعقل: الدية، سميت بذلك؛ لأن الإبل المؤداة دية تعقل بباب ولي القتيل. والعقال بكسر العين: الحبل الذي تربط به ركبة الجمل عند بروكه، ليمنعه من القيام، والمشي. والعقال أيضا: صدقة عام، قال شاعر يهجو عاملا على الصدقات في عهد بني أمية: [البسيط]

سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين؟

لأصبح الناس أوبادا ولم يجدوا... عند التّفرّق في الهيجا جمالين

تنبيه: الهمزة في كلمة: {أَفَلا} ومثلها: أولم، وأولا، ونحوهما للإنكار، وهي في نية التأخير عن الفاء، والواو؛ لأنهما حرفا عطف، وكذا تقدم على «ثم» تنبيها على أصالتها في التصدير. نحو قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ..}. إلخ، وقوله جل شأنه: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ..}. إلخ، وقوله تعالت حكمته: {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ..}. إلخ وأخواتها تتأخر عن حروف العطف، كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة، نحو قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ،} وقوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} هذا مذهب سيبويه، والجمهور، وخالف جماعة، أولهم الزمخشري، فزعموا: أن الهمزة في الآيات المتقدمة في محلها الأصلي، وأن العطف على جملة مقدرة بينهما وبين العاطف، فيقولون: التقدير في: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا..}. إلخ {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ..}. إلخ، {أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ..}. إلخ أمكثوا فلم يسيروا في الأرض؟ أنهملكم فنضرب عنكم... إلخ؟ أتؤمنون في حياته، فإن مات... إلخ؟. ويضعفه ما فيه من التكلف، وأنه غير مطرد في جميع المواضع. انتهى. مغني اللبيب بتصرف.

الإعراب: {وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ:} انظر الآية رقم [١٢٤]، فالإعراب مثلها لا يتغير.

{نَجَّيْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. (أهله):

<<  <  ج: ص:  >  >>