للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشيء؛ لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضرّوك بشيء؛ لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام، وجفّت الصّحف». أخرجه الترمذي.

{قُلْ حَسْبِيَ اللهُ:} الله كافيّ، وثقتي، فمنه عزي، ونصري. {عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ:}

يعتمد المعتمدون عليه في جميع أعمالهم، وتصرفاتهم، وحركاتهم، وسكناتهم، كما قال هود -على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ..}. إلخ رقم [٥٦] من سورة (هود). وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبّ أن يكون أقوى الناس؛ فليتوكّل على الله تعالى، ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس؛ فليكن بما في يد الله-عز وجل-أوثق منه بما في يديه، ومن أحبّ أن يكون أكرم الناس؛ فليتّق الله عزّ وجلّ».

أخرجه ابن أبي حاتم.

هذا؛ والتوكل: تفويض الإنسان الأمر إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه، وضره.

وقالوا: المتوكل من إن دهمه أمر؛ لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله تعالى. فعلى هذا إذا وقع الإنسان في محنة، ثم سأل غيره خلاصه منها؛ لم يخرج عن حد التوكل؛ لأنه لم يحاول رفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله تعالى، وإنما هو من تعاطي الأسباب في دفع المحنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

فعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله؛ لرزقكم كما يرزق الطّير تغدو خماصا، وتروح بطانا». أخرجه الترمذي. هذا؛ وقوله صلّى الله عليه وسلّم «تغدو، وتروح». إشارة إلى السعي، وطلب الرزق، فإنه الله عز وجل لم يرزقها؛ وهي في أعشاشها، وأوكارها، بل بسبب خروجها، وسعيها وبحثها عن الرزق. والله أعلم، وأجل، وأعظم.

هذا؛ وهناك توكل، وتسليم، وتفويض. والفرق بين الثلاثة أن يقال: التوكل: أن تسكن إلى وعد الله تعالى. والتسليم: أن تكتفي بعلم الله تعالى. والتفويض: أن ترضى بحكم الله تعالى.

الإعراب: {وَلَئِنْ:} الواو: حرف استئناف. اللام: موطئة لقسم محذوف، تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. (إن): حرف شرط جازم. {سَأَلْتَهُمْ:}

فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والهاء مفعوله الأول، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية. ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {خَلَقَ:} فعل ماض، وفاعله مستتر تقديره: هو، يعود إلى {مَنْ}. {السَّماواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. {وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله، وجملة: {خَلَقَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {مَنْ خَلَقَ..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان للفعل:

(سأل). {لَيَقُولُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم المقدر. (يقولنّ): فعل مضارع مرفوع،

<<  <  ج: ص:  >  >>