وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة في محل رفع فاعل، ونون التوكيد حرف لا محل له. {اللهُ:} مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: الله خلقهنّ. أو هو فاعل لفعل محذوف التقدير: خلقهن الله، ويرجحه التصريح به في قوله تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٩]: {لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}. والجملة على الاعتبارين في محل نصب مقول القول، وجملة:{لَيَقُولُنَّ اللهُ} جواب القسم المقدر، المدلول عليه باللام الموطئة، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه، على القاعدة: إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما. والكلام:{وَلَئِنْ..}. إلخ كله مستأنف لا محل له.
{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {أَفَرَأَيْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري تعجبي. الفاء: أراها صلة للتوكيد. وقال الجمل: الظاهر: أن الفاء جواب شرط مقدر؛ أي: إذا لم يكن خالق سواه، فهل يمكن غيره كشف ما أراد من الضر، أو منع ما أراد من النفع، أو هي عاطفة على مقدر؛ أي: أتفكرتم بعد ما أقررتم به، فرأيتم. انتهى. ولعلك تدرك معي: أن اعتبارها زائدة أسهل وأفهم، ولا حاجة إلى هذا التقدير، والتكلف. (رأيتم): فعل، وفاعل.
{ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، فعلى قول أبي السعود يكتفي الفعل به، وعلى قول الكازروني يتطلب الفعل مفعولين على مثال ما رأيت في سورة (الأنعام) رقم [٤٠]، وفي سورة (يونس) رقم [٥٠] الأول الاسم الموصول، والثاني جملة استفهامية غير موجودة هنا. ويقدر الكلام: أخبروني ما تدعون من دون الله، هل هو حقيق بالعبادة، أو لا؟ انتهى. جمل من سورة (الشعراء). ولكنه هنا اعتبر المفعول الثاني موجودا. وهي قوله:{هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ} وعليه؛ فجملة الشرط معترضة وجوابها محذوف. انتهى. بتصرف.
{تَدْعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.
والعائد محذوف. إذ التقدير: الذي تدعونه. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بمحذوف حال من المفعول المحذوف. و {دُونِ} مضاف، و {اللهُ} مضاف إليه.
{إِنْ:} حرف شرط جازم. {أَرادَنِيَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {اللهُ:} فاعله. {بِضُرٍّ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، لدلالة الجملة الآتية عليه، والجملة الشرطية معترضة، كما رأيت فيما تقدم.
{هَلْ:} حرف استفهام. {هُنَّ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
{كاشِفاتُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {ضُرِّهِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ ويقرأ بالتنوين ونصب {ضُرِّهِ} على أنه مفعول صريح، ومثله {مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ} والجملة الاسمية: {هَلْ هُنَّ..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان