والجاه، والسلطان، وكانت حكمة الله العلية قد حددت لكل إنسان رزقه، ولكل مخلوق حظّه من الرزق، والمال، والمال بالنسبة للنبوة أمر حقير، فكيف يترك الأمر الجليل العظيم، وهو (الرسالة والنبوة) إلى أهواء الناس ورغباتهم؟! فإذا لم يشأ الله تعالى أن يترك أمر الرزق لأهل الأرض، بل قسم، ووزع، وحدد لكل نصيبه، فكيف يترك أمر النبوة إلى أهواء الناس؟ وهذا هو السر الدقيق في التعبير بقوله جلّ وعلا:{نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} فالذي وهب الرزق هو الذي وهب النبوة. انتهى.
الإعراب:{أَهُمْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَقْسِمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {رَحْمَتَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{أَهُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {قَسَمْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بما قبله. والهاء في محل جر بالإضافة. {مَعِيشَتَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {فِي الْحَياةِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:{مَعِيشَتَهُمْ}. {الدُّنْيا:} صفة:
{نَحْنُ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {وَرَفَعْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{قَسَمْنا..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها. {بَعْضَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَوْقَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من:
{بَعْضَهُمْ،} و {فَوْقَ:} مضاف، و {بَعْضٍ} مضاف إليه. {دَرَجاتٍ:} مفعول به ثان. وقيل: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم. {لِيَتَّخِذَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، أو لام الصيرورة. {بَعْضَهُمْ:} فاعله.
{بَعْضاً:} مفعول به. {سُخْرِيًّا:} مفعول به ثان، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {وَرَفَعْنا}. {وَرَحْمَتُ:} الواو:
واو الحال. (رحمة): مبتدأ، وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه... إلخ. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، وفاعله ضمير مستتر فيه. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب: {خَيْرٌ،} و (ما). تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب:(من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: خير من الذي، أو من شيء يجمعونه، والجملة الاسمية:{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ..}. إلخ في محل نصب حال من:{بَعْضَهُمْ}.