آمنت من قبل. انظر الآية رقم [١٥٨] من سورة (الأنعام). وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٧ و ١٨] من سورة (الشورى) فإنه جيد.
تنبيه: وردت أحاديث كثيرة بشأن عيسى عليه السّلام، أكتفي منها بما يلي: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لينزلنّ عيسى ابن مريم حكما عادلا، فليكسرنّ الصليب، وليقتلنّ الخنزير، وليضعنّ الجزية، ولتتركنّ القلاص، فلا يسعى عليها أحد، ولتذهبنّ الشحناء، والتباغض، والتحاسد، وليدعونّ إلى المال، فلا يقبله أحد». أخرجه مسلم، وابن ماجه.
وذكر الثعلبي، والزمخشري، وغيرهما من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال:«ينزل عيسى ابن مريم عليه السّلام من السماء على ثنية من الأرض المقدسة، يقال لها:
أفيق بين ممصّرتين، وشعر رأسه دهين، وبيده حربة، يقتل بها الدجال، فيأتي بيت المقدس، والناس في صلاة العصر، والإمام يؤمّ بهم، فيتأخر الإمام، فيقدمه عيسى، ويصلي خلفه على شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم، ثم يقتل الخنازير، ويكسر الصليب، ويخرب البيع، والكنائس، ويقتل النصارى؛ إلاّ من آمن به».
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد». متفق عليه، وفي رواية لأبي داود: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ليس بيني وبين عيسى نبيّ، وإنه نازل فيكم، فإذا رأيتموه؛ فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة، والبياض، ينزل بين ممصّرتين، كأنّ رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيقاتل النّاس على الإسلام، فيدقّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله تعالى في زمانه الملل كلّها إلاّ الإسلام، ويهلك الدجال، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفّى، ويصلّي عليه المسلمون». وروي أنّه يتزوج ويولد له ولدان، يسمي أحدهما: موسى، والآخر: محمدا.
وفي صحيح مسلم:«فبينما هو-يعني المسيح الدجال-إذ بعث الله عيسى ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق بين مهرودتين-شقتين، أو حلتين-واضعا كفيه على أجنحة ملكين؛ إذا طأطأ رأسه؛ قطر، وإذا رفعه؛ تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلاّ مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ، فيقتله». وروى خالد عن الحسن قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الأنبياء إخوة لعلاّت، أمهاتهم شتّى، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، إنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه أول نازل، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقاتل الناس على الإسلام».
أما الدجّال؛ فهو بشر من بني آدم، يخرج في آخر الزمان عند غلاء الأسعار، وكثرة الفجور، وسفك الدماء، يبتلي الله به عباده، ويقدره على أشياء تدهش العقول، وتحيّر الألباب،