للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعثر بها بعض العباد، ويثبت الله من سبقت له السعادة، كإحياء الميت الذي يقتله، ومعه جبل من خبز، وجبل من أنواع الفواكه، وأرباب الملاهي يضربون بين يديه بالطبول، والعيدان، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ومعه جنة، ونار، فناره جنة، وجنته نار، ويظهر الخصب على يديه، فيقول للسماء: أمطري، فتمطر، وللأرض أنبتي، فتنبت، ويقود وراءه نهرين من ماء، فيطعم، ويسقي من آمن به، وإلاّ قتله، وقال: أنا ربكم.

وهو مطموس العين كأن عينه عنبة طافية، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن، فيخرج على حمار، ويتناول السماء بيده، ويخوض البحر إلى كعبيه، ويستظل بإذن حماره خلق كثير.

ويمكث في الأرض أربعين يوما، كما ورد في حديث شريف عن النواس بن سمعان، قال:

ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الدجال، ولبثه في الأرض أربعين يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، فيتبعه اليهود، ويصدقونه، فهم ينتظرون الدجال، كما ينتظر المؤمنون المهدي، فإذا أراد الله هلاكه، وهلاك من معه؛ دفع به إلى ناحية دمشق، فيلتقي به المهدي بعسكره، فيقتل من أصحابه ثلاثين ألفا، فينهزم الدجال، ثم يهبط عيسى عليه السلام إلى الأرض، وهو متعمم بعمامة خضراء، متقلّد بسيف، راكب على فرس، وبيده حربة، فيأتي إليه، فيطعنه بها، فيقتله، وينهزم اليهود الذين معه، ويقتلون قتلا عظيما. ويروى: أن المسلم يطلب اليهودي، فيستتر بحجر، أو شجرة، فيناديه الحجر، والشجرة: يا ولي الله! هلمّ هذا عدوّ الله مستتر بي تعال، فاقتله! وهذا يشير إلى أنّ القتال يكون في السيف يومئذ.

الإعراب: {وَإِنَّهُ:} الواو: واو الحال. (إنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء في محل نصب اسمها. {لَعِلْمٌ:} اللام: هي المزحلقة. (علم): خبر (إنّ). {لِلسّاعَةِ:} متعلقان بمحذوف صفة: (علم)، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب بقوله (جعلناه) والرابط: الواو، والضمير، وعليه فالآية: {وَلَوْ نَشاءُ..}. إلخ معترضة بين الحال، وصاحبها.

هذا؛ والحالية أقوى من الاستئناف. {فَلا:} الفاء: هي الفصيحة. (لا): ناهية. {تَمْتَرُنَّ:}

فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة المحذوفة، المدلول عليها بالضمة فاعله، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا، أو واقعا؛ فلا تمترن. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {وَاتَّبِعُونِ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه، لا محلّ له. {صِراطٌ:} خبره. {مُسْتَقِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية تعليلية، لا محلّ لها.

هذا؛ وجملة: {وَاتَّبِعُونِ} في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقل لهم:

اتبعون، وهذا على الوجه الثاني في الشرح.

<<  <  ج: ص:  >  >>