(وصينا) معنى: ألزمنا، فيكون مفعولا ثانيا، ومثله المصدر المؤول من «أن يحسن إليهما»، وقيل: بل هو منصوب على المفعول له؛ أي: وصينا بهما إحسانا منا إليهما. وقيل: هو منصوب على المصدر؛ لأنّ معنى (وصينا): أحسنّا، فهو مصدر صريح، والمفعول الثاني هو المجرور بالباء. هذا؛ ويقرأ: «(حسنا)» على أنه صفة مصدر محذوف مع حذف مضاف؛ إذ التقدير: وصينا الإنسان بوالديه أيضا ذا حسن. وقيل: هو منصوب بفعل مضمر على تقدير قول مفسر للتوصية؛ أي: قل لهما، أو: افعل بهما حسنا، وهو أوفق لما بعده. وقال مكي: التقدير: وصينا الإنسان بوالديه أمرا ذا حسن، ثم أقام الصفة مقام الموصوف، وهو الأمر، ثم حذف المضاف، وهو:
«ذا» وأقام المضاف إليه مقامه، وهو: حسن. انتهى. وهذا يعني: أن الفعل قد نصب مفعولين، كما ذكرته سابقا. وقيل: هو منصوب بنزع الخافض، التقدير: وصينا الإنسان بوالديه بحسن، وانظر ما ذكرته في سورة (العنكبوت) رقم [٨]. والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
{حَمَلَتْهُ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به. {أُمُّهُ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة. {كُرْهاً:} حال من: {أُمُّهُ} أي: ذات كره، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: تكره كرها، وهذه الجملة في محل نصب حال، أو هو صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: حملا كرها، أو هو منصوب بنزع الخافض، التقدير: على كره، أو بكره، والجملة الفعلية فيها معنى التعليل للوصية، وجملة:{وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيه، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: وحملها إياه، وفصالها إياه. {ثَلاثُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
{شَهْراً:} تمييز، والجملة الاسمية:{حَمَلَتْهُ..}. إلخ في محل نصب حال من:{الْإِنْسانَ،} والرابط: الواو، والضمير. وإن اعتبرتها معطوفة؛ فلا محل لها، وانظر الاية رقم [١٤] من سورة (لقمان) فالإعراب متقارب من بعضه، ولا تنس تقدير المضاف في الشرح لتصحيح المعنى.
{حَتّى:} حرف ابتداء، ويعتبرها الأخفش في مثل ذلك جارة ل:{إِذا}. {إِذا:} انظر الاية رقم [٦]. {بَلَغَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الْإِنْسانَ}. {أَشُدَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، وجملة:{وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ} معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها. {سَنَةً:} تمييز. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الْإِنْسانَ}. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وفيه ست لغات، انظر إعراب «يا قوم» في الاية رقم [٥١] من سورة (الزخرف) فهو مثله. {أَوْزِعْنِي:} فعل دعاء، وفاعله مستتر تقديره:
«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به أول. {الْإِنْسانَ:} حرف مصدري، ونصب. {أَشْكُرَ:} فعل مضارع منصوب ب: {الْإِنْسانَ،} والفاعل تقديره: «أنا»، و {الْإِنْسانَ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به ثان. {نِعْمَتَكَ:} مفعول به، والكاف في محل