للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ابتدائه، كما يفعله مثله. والذي يضبط هذا الباب، ويحفظ قانونه: على المرء أن يأكل ما وجد، طيبا كان، أو قفارا (خشنا)، ولا يتكلف الطيب، ويتخذه عادة، وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يشبع؛ إذا وجد، ويصبر؛ إذا عدم، ويأكل الحلوى؛ إذا قدر عليها، ويشرب العسل؛ إذا اتفق له، ويأكل اللحم؛ إذا تيسر، ولا يعتمده أصلا، ولا يجعله ديدنا. ومعيشة النبي صلّى الله عليه وسلّم معلومة، وطريقة الصحابة منقولة، فأما اليوم عند استيلاء الحرام، وفساد الحطام، فالخلاص عسير، والله يهب الإخلاص، ويعين على الخلاص برحمته! وقيل: إن التوبيخ واقع على ترك الشكر، لا على تناول الطيبات المحللة. وهو حسن، فإن تناول الطيب الحلال مأذون فيه، فإذا ترك الشكر عليه، واستعان به على ما لا يحل له؛ فقد أذهبه. والله أعلم. انتهى. قرطبي بحروفه. أقول: وهذا القول الأخير هو الذي يعتمد، ويؤخذ به، فالله يقول في سورة (الأعراف) رقم [٣١]: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ..}. إلخ انظر شرحها هناك؛ تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {وَيَوْمَ:} الواو: حرف استئناف. (يوم): ظرف زمان متعلق بفعل محذوف، التقدير: يقال لهم يوم... إلخ. {يُعْرَضُ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (يوم) إليها، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محلّ لها. {عَلَى النّارِ:} متعلقان بالفعل: {يُعْرَضُ}. {أَذْهَبْتُمْ:} فعل، وفاعل. {طَيِّباتِكُمْ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والكاف في محل جر بالإضافة. {فِي حَياتِكُمُ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {الدُّنْيا:} صفة لما قبله مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة: {أَذْهَبْتُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول ل‍: «يقال... إلخ» الذي رأيت تقديره، والجملة المقدرة: «يقال لهم يوم... إلخ» معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين. {وَاسْتَمْتَعْتُمْ:} فعل، وفاعل. {بِها:}

متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول.

{فَالْيَوْمَ:} الفاء: حرف استئناف، وقيل: الفصيحة، ولا وجه له. (اليوم): ظرف زمان متعلق بما بعده. {تُجْزَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {عَذابَ:} مفعول به ثان، وهو مضاف، و {الْهُونِ} مضاف إليه من إضافة الموصوف لصفته، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها. {بِما:} الباء: حرف جر. (ما):

مصدرية. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَسْتَكْبِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، و (ما) المصدرية، والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {تُجْزَوْنَ} التقدير: بسبب استكباركم، وبسبب فسقكم. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما. {بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>