للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة: من الطرائف ما حكي عن بعض المذكّرين قال: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها هلك»، وقال: «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم». ونحن في بحر التكليف، وتضربنا أمواج الشبهات، والشهوات، وراكب البحر يحتاج إلى أمرين: أحدهما السفينة الخالية من العيوب، وثانيهما الكواكب الطالعة النيرة، فإذا ركب المرء تلك السفينة، ووضع بصره على تلك الكواكب؛ كان رجاء السلامة غالبا، فلذلك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، ووضعوا أبصارهم على نجوم الصحابة يرجون السلامة في الدنيا، والاخرة، وهذا ما نؤمله من فضله تعالى، وكرمه، وجوده، وإنعامه.

الإعراب: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ:} مبتدأ، وخبر، و {رَسُولُ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة. {أَشِدّاءُ:} خبر المبتدأ. {عَلَى الْكُفّارِ:} متعلقان ب‍: {أَشِدّاءُ}.

{رُحَماءُ:} خبر ثان. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {رُحَماءُ،} والهاء في محل جر بالإضافة.

هذا؛ وجه للإعراب، والوجه الثاني اعتبار {مُحَمَّدٌ} خبرا لمبتدأ محذوف، التقدير: هو {مُحَمَّدٌ،} و {رَسُولُ} نعت له، وعلى هذين الوجهين يوقف على لفظ الجلالة، ويبتدأ بما بعده، ويكون الإخبار بالصفات الاتية عن الموصول؛ أي: الذين مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، والنبي أرفع درجة منهم؛ لأنهم إنما أدركوا هذه الدرجة به وعلى يديه صلّى الله عليه وسلّم. والوجه الثالث: اعتبار {مُحَمَّدٌ} مبتدأ، و {رَسُولُ} نعت له، و (الذين) معطوف عليه، و {أَشِدّاءُ} خبر الابتداء عن الجميع، و {رُحَماءُ:}

خبر ثان عنهم، فيكون النبي صلّى الله عليه وسلّم داخلا معهم في جميع ما أخبره عنهم من الشدة، والرحمة، والركوع، والسجود، وضرب الأمثال المذكورة. هذا؛ وقال أبو البقاء: ويقرأ: «(أشداء)» و «(رحماء)» بالنصب عطفا على الحال من الضمير المرفوع في الظرف، وهو معه. وبه قال القرطبي، وعزا القراءة للحسن.

{تَراهُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثالث ل‍: (الذين)، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في: {أَشِدّاءُ} و {رُحَماءُ،} أو هي مستأنفة، لا محلّ لها. {رُكَّعاً سُجَّداً:} حالان من الضمير المنصوب. {يَبْتَغُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية يجوز فيها ما جاز بسابقتها. {فَضْلاً:} مفعول به. {مِنَ اللهِ:} متعلقان ب‍: {فَضْلاً،} أو بمحذوف صفة له. (رضوانا): معطوف على ما قبله.

{سِيماهُمْ:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، والهاء في محل جر بالإضافة. {فِي وُجُوهِهِمْ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صالحة لما صلح

<<  <  ج: ص:  >  >>