للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الترغيب والترهيب» أخرجه الحاكم عن أبي الدرداء-رضي الله عنه-. قال: سمعت أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إن الله عزّ وجل، قال: يا عيسى...». ثم قال: صحيح على شرط البخاري.

هذا؛ وفي المختار: شطء الزرع والنبات: فراخه. وقال الأخفش: طرفه. وأشطأ الزرع:

خرج شطؤه. وفي القاموس: الشطء: فراخ النخل، والزرع، أو ورقه. وشطأ، كمنع، وشطئا، وشطوآ: أخرجها. ومن الشجر ما خرج حول أصله، والجمع: أشطاء. وقال زاده: يقال:

أفرخ الزرع، وفرخ إذا تشقق وخرج منه فرعه، فأول ما ينبت يكون بمنزلة الأم، وما تفرع منه بمنزلة أولاده، وأفراخه، والفرخ في الأصل: ولد الطائر.

{فَآزَرَهُ:} فقواه، وأعانه. {فَاسْتَغْلَظَ:} غلظ، وقوي. {فَاسْتَوى:} قوي، واستقام. {عَلى سُوقِهِ:} على أصوله، جمع: ساق. {يُعْجِبُ الزُّرّاعَ} أي: زرّاعه لحسنه. وفي الكشاف: هذا مثل ضربه الله لبدء الإسلام، وترقيه في الزيادة إلى أن قوي، واستحكم؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قام وحده، ثم قواه الله بمن معه، كما يقوي الطاقة الأولى من الزرع ما يحتف بها مما يتولد منها.

قال قتادة-رحمه الله تعالى-: مثل أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم في الإنجيل مكتوب: إنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.

{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ} المعنى: قواهم الله، وكثرهم، ورفع شأنهم؛ ليغيظ بهم الكفار. قال مالك بن أنس-رضي الله عنه-: من أصبح؛ وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد أصابته هذه الاية. فهو يعني: أنه كافر. وجاء في مختصر ابن كثير ما يلي: ومن هذه الاية انتزع الإمام مالك رحمه الله تكفير الروافض؛ الذين يبغضون الصحابة-رضي الله عنهم-قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الاية. ووافقه طائفة من العلماء-رضي الله عنهم- على ذلك.

والأحاديث في فضل الصحابة-رضي الله عنهم-، والنهي عن التعرض لهم بمساويهم كثيرة، ويكفيهم ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم، كيف لا؟ والله يقول: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ} (من) هذه لبيان الجنس، وليست للتبعيض. {مَغْفِرَةً:} لذنوبهم. {وَأَجْراً عَظِيماً} أي: ثوابا جزيلا، ورزقا كريما، ووعد الله حقّ وصدق، لا يخلف، ولا يبدل. وكل من اقتفى أثر الصحابة فهو في حكمهم، ولهم الفضل، والسبق، والكمال؛ الذي لا يلحقهم فيه أحد من هذه الأمّة. وخذ ما يلي: عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا أصحابي فو الّذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا؛ ما أدرك مدّ أحدهم، ولا نصيفه». أخرجه مسلم. وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا من بعدي، فمن أحبّهم، فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني؛ فقد آذى الله، ومن آذى الله؛ فيوشك أن يأخذه» أخرجه الترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>