عند الله أتقاكم، ألا هل بلّغت؟! قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فليبلّغ الشاهد الغائب». رواه البيهقي. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي: ألا إني جعلت نسبا، وجعلتم نسبا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلاّ أن تقولوا:
فلان بن فلان خير من فلان بن فلان، فاليوم أرفع نسبي، وأضع نسبكم». رواه الطبراني والبيهقي.
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:«إنّ الله أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة، وفخرها بالاباء، الناس بنو آدم، وآدم من تراب: مؤمن تقيّ، وفاجر شقيّ، لينتهينّ أقوام يفتخرون برجال، إنما هو فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على الله من الجعلان، التي تدفع النتن بأنفها». رواه أبو داود، والترمذي. وخذ قول علي-رضي الله عنه-وهو مشهور من شعره:[البسيط] النّاس من جهة التمثيل أكفاء... أبوهم آدم والأمّ حوّاء
فإن يكن لهم من أصلهم حسب... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلاّ لأهل العلم إنهم... على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه... وللرجال على الأفعال سيماء
وضدّ كلّ امرئ ما كان يجهله... والجاهلون لأهل العلم أعداء
وخذ هذين البيتين وهما الشاهد رقم [٢١٠] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل] لعمرك ما الإنسان إلا ابن يومه... على ما تجلّى يومه، لا ابن أمسه
وما الفخر بالعظم الرميم وإنّما... فخار الّذي يبغي الفخار بنفسه
وخذ بيتين آخرين:[المنسرح] كن ابن من شئت واكتسب أدبا... يغنيك محموده عن النّسب
إنّ الفتى من قال ها أنا ذا... ليس الفتى من قال كان أبي
{وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا:} ليعرف بعضكم بعضا، لا للتفاخر بالاباء، والقبائل، والأنساب هذا؛ وطبقات الناس عند العرب سبع، وهي: الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة، والعشيرة. فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ تجمع الفصائل، والفصيلة تجمع العشائر، وليس بعد العشيرة شيء يوصف عند العرب. واستحدث اسم الأسرة والعائلة لما يشمل الزوج، والزوجة، وأولادهما الذين يعيشون في دار واحدة، وقد نظم بعض الأدباء طبقات العرب بقوله:[الخفيف]