مرة؛ لأن الفعلة اسم للمرة من الفعل، فكانت في حكمها. قلت: وهذا ليس مذهب البصريين، وإنما هو مذهب الفراء، نقله عنه مكي. الثاني: أنها منصوبة نصب المصدر الواقع موقع الحال، قال مكي: أي رآه نازلا نزلة أخرى، وإليه ذهب الحوفي، وابن عطية. والثالث: أنه منصوب على المصدر المؤكد، فقدره أبو البقاء: مرة أخرى، أو رؤية أخرى. قلت: وفي تأويل نزلة برؤية نظر، و {أُخْرى} تدل على سبق رؤية قبلها. انتهى. جمل نقلا من السمين.
{عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق ب: {نَزْلَةً،} أو بالفعل رأى، أو بمحذوف حال من الفاعل، أو من المفعول به، أو منهما معا، و {عِنْدَ} مضاف، و {سِدْرَةِ} مضاف إليه، و {سِدْرَةِ} مضاف، و {الْمُنْتَهى:} مضاف إليه. {عِنْدَها:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، (وها): في محل جر بالإضافة. {جَنَّةُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {الْمَأْوى} مضاف إليه مجرور... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {سِدْرَةِ الْمُنْتَهى،} والرابط: الضمير فقط. {إِذْ:}
ظرف لما مضى من الزمان بمعنى:«حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل رأى.
{يَغْشَى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {السِّدْرَةَ:} مفعول به. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {يَغْشَى:} فعل مضارع مرفوع، والفاعل يعود إلى {ما} وهو العائد، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.
{ما:} نافية. {زاغَ:} فعل ماض. {الْبَصَرُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَما:}(الواو): حرف عطف. (ما): نافية. {طَغى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره:«هو»، يعود إلى {الْبَصَرُ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {لَقَدْ:}(اللام): واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير: وعزتي وجلالي. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {رَأى:} ماض، والفاعل يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {مِنْ آياتِ:} جار ومجرور في محل نصب مفعول به، وقدر أبو البقاء المفعول محذوفا شيئا، فيكون الجار والمجرور متعلقين بمحذوف صفة له، وهذا لا يجوز عند سيبويه؛ لأنه لا يجوز حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه إلا في مواضع معينة، وليس هذا منها، و {آياتِ} مضاف، و {رَبِّهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، {الْكُبْرى:} صفة {آياتِ رَبِّهِ} فهو مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. هذا؛ وأجيز اعتباره مفعولا به، واعتبار الجار والمجرور متعلقين بمحذوف حال من {الْكُبْرى،} تقدمت الحال عليها. انتهى. جمل نقلا عن السمين.