للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمال والغرب، قيل لها: جربيا، بكسر الجيم، وسكون الراء، وكسر الباء. وإن خرجت من بين الشمال والشرق؛ قيل لها: صابية. وإن خرجت من بين الجنوب والغرب، قيل لها: هيف، بفتح الهاء، وسكون الياء. وقد جمع النواجي الثمانية بقوله: [الطويل] صبا ودبور والجنوب وشمال... بشرق وغرب والتّيمّن والضّدّ

ومن بينها النّكباء أزيب جربيا... وصابية والهيف خاتمة العدّ

هذا؛ وأضيف أن ريح الصبا نصر الله بها نبينا صلّى الله عليه وسلّم في غزوة الخندق، حيث فعلت بقريش العجائب، فارتدوا على أعقابهم خاسئين، كما رأيت في سورة (الأحزاب)، وأن ريح الدبور أهلك الله بها قوم عاد. ونبيّهم هود-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كما رأيت في سورة (الأعراف) وغيرها.

هذا؛ ولا تنس: أن الريح تفسر بالدولة، والقوة، قال تعالى: {وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} الاية رقم [٤٦] من سورة (الأنفال)، والمعنى: تذهب دولتكم، وقوتكم، شبهت في نفوذ أمرها، وتمشيه بالريح وهبوبها، ويقال: هبت رياح بني فلان: إذا كانت الدولة، والغلبة لهم، ونفذ أمرهم، وتقول: الريح لفلان: إذا كان غالبا في الأمر. قال الشاعر: [الوافر] إذا هبّت رياحك فاغتنمها... فإنّ لكلّ خافقة سكون

ولا تغفل عن الإحسان فيها... فما تدري السكون متى يكون؟!

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الرّيح من روح الله تعالى، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها؛ فلا تسبّوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرّها». رواه الشافعي بطوله، وأخرجه أبو داود في المسند عنه. وعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال: «إن الرّياح ثمان: أربع منها عذاب، وهي: القاصف، والعاصف، والصّرصر، والعقيم. وأربع منها رحمة، وهي الناشرات، والمبشرات، والمرسلات، والذاريات».

الإعراب: {إِنّا:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {أَرْسَلْنا:} فعل، وفاعل. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني. {رِيحاً:} مفعول به، {صَرْصَراً:} صفة له. {فِي يَوْمِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {أَرْسَلْنا،} أو هما متعلقان بمحذوف صفة ثانية ل‍: {رِيحاً،} و {يَوْمِ} مضاف، و {نَحْسٍ} مضاف إليه. {مُسْتَمِرٍّ:} صفة {نَحْسٍ}. وقيل: صفة {يَوْمِ،} وجملة:

{أَرْسَلْنا..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية ابتدائية، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

<<  <  ج: ص:  >  >>