للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتبارين. {وَسُعُرٍ:} الواو: حرف عطف. (سعر): معطوف على ما قبله، {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بفعل محذوف، انظر تقديره فيما يأتي. {يُسْحَبُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {فِي النّارِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {عَلى وُجُوهِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، والهاء في محل جر بالإضافة. {ذُوقُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{مَسَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {سَقَرَ} مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. وقيل: للعلمية والتأنيث. والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: ويقال لهم يوم يسحبون... : ذوقوا مس سقر؛ أي: عذاب سقر.

{إِنّا:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {كُلَّ:} مفعول به لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده، والجملة الفعلية المقدرة في محل رفع خبر (إنّ)، و {كُلَّ:} مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه. {خَلَقْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية مفسرة، لا محل لها عند الجمهور، وقال الشلوبين بحسب ما تفسره، وأرجحه هنا، وعليه: فهي في محل رفع مثل التي تفسرها. {بِقَدَرٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الهاء، والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها مستأنفة، أو مبتدأة.

تنبيه: قراءة {كُلَّ شَيْءٍ} بالنصب هي قراءة الجمهور، وقرأ أبو السّمّال بالرفع، وهي قراءة شاذة، وقد رجح الناس النصب، بل أوجبه بعضهم. قال: لأن الرفع يوهم ما لا يجوز على قواعد أهل السنة، وذلك: أنه إذا رفع: «كلّ شيء» كان مبتدأ، و {خَلَقْناهُ} صفة ل‍: «كلّ» أو ل‍: «شيء»، و: «بقدر» خبره، وحينئذ يكون له مفهوم لا يخفى على متأوله، فيلزم أن يكون هناك شيء ليس مخلوقا لله تعالى، وليس بقدر. كذا قرره بعضهم. وقال أبو البقاء: وإنما كان النصب أولى لدلالته على عموم الخلق، والرفع لا يدل على عمومه، بل يفيد: أن كل شيء مخلوق، فهو بقدر وإنما دل نصب {كُلَّ} على العموم؛ لأن التقدير: إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر، فخلقناه تأكيد، وتفسير ل‍: «خلقنا» المضمر الناصب ل‍: {كُلَّ شَيْءٍ،} فهذا لفظ عام يعم جميع المخلوقات، ولا يجوز أن يكون {خَلَقْناهُ} صفة ل‍: {شَيْءٍ؛} لأن الصفة والصلة، لا يعملان فيما قبل الموصول ولا الموصوف، ولا تكون تفسيرا لما يعمل فيما قبلهما، فإذا لم يبق: {خَلَقْناهُ} صفة، لم يبق إلا أنه تأكيد، وتفسير للمضمر الناصب، وذلك يدل على العموم.

وأيضا فإن النصب هو الاختيار؛ لأن {إِنّا} عندهم تطلب الفعل، فهي أولى به، فالنصب عندهم في: {كُلَّ} هو الاختيار، فإذا انضم إليه معنى العموم، والخروج عن الإيهام؛ كان

<<  <  ج: ص:  >  >>