للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(التوبة)؛ لأن المراد به الجنس، أو الجمع، أو الفريق، كما أنّ الضمائر الأربعة السّابقة له باعتبار اللفظ، ومثل هذه الآية الكريمة الآية رقم [١٧] من هذه السّورة، ومثل الآيات قول الأشهب بن زميلة النّهشلي، وهو الشّاهد رقم [٣٤٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، والمكرّر برقم [٩٥٦] لكلام فيه، وهو: [الطويل]

وإنّ الّذي حانت بفلج دماؤهم... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد

{وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ} إلى الخير، والهدى، والرشاد، وفيه تعريض بأنّ الرّياء، والمنّ، والأذى مع إنفاق المال من صفات الكفّار، ولا بدّ للمؤمن إن أراد النّجاة من غضب الله أن يتجنّب هذه الصفات الذّميمة، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: ({يا}): أداة نداء تنوب مناب أدعو. ({أَيُّهَا}): منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب ب‍ ({يا})، و (ها): حرف تنبيه، لا محل له من الإعراب، وأقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه، ولا يقال: ضمير في محل جر بالإضافة؛ لأنّه حينئذ يجب نصب المنادى.

{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من (أي)، أو عطف بيان عليه.

{آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محلّ لها. {لا:} ناهية جازمة. {تُبْطِلُوا:} فعل مضارع مجزوم ب (لا)، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{صَدَقاتِكُمْ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها، {بِالْمَنِّ:} متعلّقان بالفعل قبلهما. {وَالْأَذى:} معطوف على ما قبله مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدّرة على الألف للتعذّر. {كَالَّذِي:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، واقع مفعولا مطلقا للفعل قبله، التقدير: لا تبطلوا... إبطالا مثل الذي، وهذا ليس مذهب سيبويه، رحمه الله تعالى، وإنّما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل السابق، وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأنّ حذف الموصوف، وإقامة الصّفة مقامه لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها، ومثله في مغني اللّبيب لابن هشام، لذا فالتقدير: لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الّذي... إلخ، فهذا التقدير لا حذف فيه.

{يُنْفِقُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الّذي، وهو العائد، والجملة الفعلية صلة له، لا محلّ لها. {مالَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، {رِئاءَ:} فيه ثلاثة أوجه: اعتباره صفة لمصدر محذوف، التقدير: إنفاقا رئاء النّاس، ومفعولا لأجله، وحالا، التقدير: مرائيا الناس، والأوّل ضعيف، و {رِئاءَ:} مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}): نافية. {يُؤْمِنُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>