للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلا عن تذكّره تكتما... وكان رهينا بها مغرما

وفي المختار: الغرام: الشر الدائم، والعذاب. هذا؛ وقوله تعالى: {إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً} سورة (الفرقان) رقم [٦٥] أي: هلاكا لازما لزوميا كليا في حق الكفار، ولزوما بعد إطلاق في حق عصاة المسلمين، ومنه سمي الغريم لملازمته من له عليه حق من دم، أو مال، أو نحوهما. وفلان مغرم بكذا؛ أي: ملازم له ومولع به، وهذا معناه في كلام العرب، فيما ذكر ابن الأعرابي وابن عرفة وغيرهما، وقال الأعشى: [الخفيف] إن يعاقب يكن غراما وإن يع‍... ط جزيلا فإنه لا يبالي

وقال بشر بن أبي خازم: [المتقارب] يوم النّسار ويوم الجفا... ر فكانا عذابا وكانا غراما

هذا؛ والمغرم بفتح الميم والراء: الخسران، والضياع، ومن دعاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «اللهمّ إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن». قال تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً..}. إلخ الاية رقم [٩٨] من سورة (التوبة) وفي حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي يرويه علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه-: «إذا كانت الأمانة مغنما، والزّكاة مغرما».

والمغرم بزنة المفعول: أسير الحب والعشق. {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} أي: ممنوعون، والمعنى: حرمنا الذي كنا نطلبه من الريع في الزرع، والمحروم: الممنوع من الرزق، وعن أنس-رضي الله عنه- أن النبي صلّى الله عليه وسلّم مر بأرض الأنصار، فقال: «ما يمنعكم من الحرث؟». قالوا: الجدوبة يا رسول الله! فقال: «لا تفعلوا؛ فإن الله تعالى يقول: أنا الزارع، وإن شئت زرعت بالرّيح، وإن شئت زرعت بالبذر». ثم تلا: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ}. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ} إعرابها مثل إعراب: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ} بلا فارق بينهما.

{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ:} إعرابها مثل إعراب: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ}. {لَوْ:}

حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {نَشاءُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَجَعَلْناهُ:}

(اللام): واقعة في جواب {لَوْ}. (جعلناه): فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {حُطاماً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب {لَوْ،} و {لَوْ} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {فَظَلْتُمْ:} (الفاء): حرف عطف. (ظلتم): فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمها. {تَفَكَّهُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (ظل)، وجملة: (ظلتم تفكهون) معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثله. {إِنّا:} (إنّ):

<<  <  ج: ص:  >  >>