فائدة: أثبتوا ألف الوصل في الايتين المذكورتين في هذه السورة، وذلك:{بِاسْمِ رَبِّكَ؛} لأنه لم يكثر وروده كثرته في البسملة، وحذفوها منها لكثرة ورودها، وهم شأنهم الإيجاز، وتقليل الكثير إذا عرف معناه، وهذا معروف لا يجهل، وإثبات ما أثبت من إشكاله مما لا يكثر دليل على الحذف منه، ولذا لا تحذف الألف مع غير الباء في اسم الله، ولا مع الباء في غير الجلالة الكريمة من الأسماء. انتهى. جمل نقلا عن الخطيب.
الإعراب:{وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ:} انظر الاية رقم [٨٨] فالإعراب لا يتغير. {الضّالِّينَ} صفة ثانية لموصوف محذوف، والصفة الأولى {الْمُكَذِّبِينَ} وعلامة الجر فيهما الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنهما جمعا مذكر سالمان. {فَنُزُلٌ:}(الفاء): واقعة في جواب (أمّا). (نزل): مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: فله نزل، والجملة الاسمية جواب (أمّا) لا محل لها، وجواب {إِنْ} محذوف، كما رأيت سابقا. {مِنْ حَمِيمٍ:} متعلقان بمحذوف صفة (نزل). {وَتَصْلِيَةُ:} الواو:
حرف عطف. (تصلية): معطوفة على (نزل)، و (تصلية) مضاف، و {جَحِيمٍ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، والكلام:{وَأَمّا إِنْ كانَ..}. إلخ معطوف على ما قبله، لا محل له مثله. {إِنْ:} حرف مشبه بالفعل. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم (إنّ)، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {لَهُوَ:}(اللام): هي المزحلقة. (هو): مبتدأ.
{حَقُّ:} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنْ،} ويجوز اعتبار الضمير فصلا لا محل له، ويكون (الحق) خبر {إِنْ} ودخلت اللام على ضمير الفصل؛ لأنه إذا جاز أن تدخل على الخبر، فدخولها على الفصل أولى؛ لأنه أقرب إلى المبتدأ من الخبر، وأصلها أن تدخل على المبتدأ، و {حَقُّ} مضاف، و {الْيَقِينِ} مضاف إليه. {فَسَبِّحْ..}. إلخ تقدم إعراب هذه الجملة برقم [٧٤]. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
انتهت سورة (الواقعة) شرحا وإعرابا بحمد الله وتوفيقه.