مسلم مرّ بكافر، فسلّم عليه، فقال: إن سلمت؛ فقد سلم الصالحون قبلك، وإن تركت؛ فقد ترك الصالحون قبلك. انتهى. قرطبي بتصرف من سورة (مريم).
أقول: لم يتعرض للكلام في الرد عليهم أحد، وأذكر ما رواه أنس-رضي الله عنه-قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«إذا سلّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا: عليكم». رواه الستة إلا النسائي، وهذا يعني لا يرد عليهم السّلام كاملا، ولكن في هذا العصر كثر الاختلاط بهم، وتغيرت الأوضاع كما هو معروف، ومعلوم، فإذا كان قد أجاز بعض العلماء وأولهم ابن مسعود-رضي الله عنه-بدأهم بالسلام، كما رأيت، فرد السّلام عليهم كاملا؛ فهو جائز بالأحرى، ولا سيما في هذا العصر الذي ضعفت فيه الروحانية الإسلامية عند كثير من المسلمين، وكذلك ما أصاب المسلمين من ضعف وهو أن في هذه الأيام، وإن أراد المسلم التبرئة من التبعة فلينو بالسلام عليهم، والرد عليهم الملائكة الذين يكتبون أعمالهم، وتصرفاتهم في جميع أحوالهم، وكذلك ينوي المسلمين من الجن الذين يكونون قريبا منهم. أقول هذا؛ والله ولي التوفيق، وأضيف: أنه لا يرد عليهم بالرحمة والبركة. بل يكتفي بقوله:(وعليكم السّلام).
الإعراب:{أَلَمْ تَرَ:} انظر الاية السابقة. {إِلَى الَّذِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل مفعول به. {نُهُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.
{عَنِ النَّجْوى:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والكلام:{أَلَمْ تَرَ} مستأنف، لا محل له. {يَعُودُونَ:} مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {لِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر باللام، وجملة:{نُهُوا عَنْهُ} صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور ب: {عَنِ،} وكذلك جملة: {وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ:} معطوفان على (الإثم)، و (معصية) مضاف، و {الرَّسُولِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر الميمي لمفعوله، وفاعله محذوف.
{وَإِذا:}(الواو): حرف عطف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {جاؤُكَ:} ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها. {حَيَّوْكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة؛ التي هي فاعله، والكاف في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محل لها. و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف، لا محل له على الاعتبارين. {بِما:} جار ومجرور