للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين». وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهّل الله له طريقا إلى الجنّة، وإنّ الملائكة لتضع أجتحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض؛ حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء. إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه، فقد أخذ بحظّ وافر». رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي.

وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النّجوم يهتدى بها في ظلمات البرّ، والبحر، فإذا انطمست النجوم؛ أوشك أن تضلّ الهداة».

رواه الإمام أحمد. وعن أبي أمامة-رضي الله عنه-قال: ذكر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلان: أحدهما عابد، والاخر عالم، فقال عليه أفضل الصلاة والسّلام: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم». ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله وملائكته، وأهل السموات والأرض؛ حتّى النملة في حجرها، وحتى الحوت ليصلّون على معلّم الناس الخير». رواه الترمذي.

وفي الصحيح: أن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-كان يقدّم عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-على كثير من الصحابة، ويدخله في الشورى مع مشيخة المهاجرين، والأنصار، فكلمه بعضهم في ذلك، فدعاهم، ودعاه، وسألهم عن تفسير قوله تعالى: {إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} فسكتوا، فقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أعلمه الله إياه. فقال عمر-رضي الله عنه-: ما أعلم منها إلا ما تعلم. ومعنى قوله: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: إنه إنذار بقرب وفاته صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن المعنى: إذا انتصر الدين، وانتشر في الجزيرة العربية، وتم فتح مكة؛ فلا يبقى لوجودك في الدنيا حاجة، بل انتقالك منها إلى الاخرة أولى. ومثل ذلك ما فهمه الصديق من نزول قوله تعالى في يوم عرفة في حجة الوداع: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}. رقم [٣] من سورة (المائدة).

الإعراب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا:} انظر الاية رقم [٩]. {قِيلَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {تَفَسَّحُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي الْمَجالِسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل {قِيلَ،} أفاده ابن هشام في مغنيه، وهذا يكون جاريا على القاعدة العامة: «بحذف الفاعل، ويقام المفعول به مقامه» وهذا لا غبار عليه، وقد ذكرت لك مرارا أن بعضهم يعتبر نائب الفاعل ضميرا مستترا، تقديره: «هو»، يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف، يدل عليه المقام؛ أي: وقيل قول، وبعضهم يعتبر الجار والمجرور:

<<  <  ج: ص:  >  >>