أجمعين-قرؤوا أفلم يتبين وهو تفسيره. وإنما استعمل اليأس بمعنى العلم؛ لأنه مسبب عن العلم بأن الميئوس منه لا يكون. وقال الليث، وأبو عبيدة: هو بمعنى: ألم يعلم. واستدلوا لهذه اللغة بقول سحيم بن وثيل اليربوعي، وقال القرطبي: هو لمالك بن عوف النصري: [الطويل] أقول لهم بالشّعب إذ ييسرونني: ... ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم
زهدم: اسم فرس سحيم، وقال رباح بن عدي:[الطويل] ألم ييأس الأقوام أنّي أنا ابنه... وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا؟
الإعراب:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً:} انظر الاية رقم [١]. {غَضِبَ:} فعل ماض.
{اللهُ:} فاعله. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب صفة {قَوْماً}. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {يَئِسُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية ل:{قَوْماً،} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. {مِنَ الْآخِرَةِ:} متعلقان بما قبلهما. {كَما:}(الكاف):
حرف تشبيه وجر. (ما): مصدرية. {يَئِسَ الْكُفّارُ:} ماض، وفاعله. {مِنْ أَصْحابِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وأجاز الجمل تعليقهما بمحذوف حال من {الْكُفّارُ،} واعتبر {مِنَ} تبعيضية، وقدر الكلام: كما يئس الكفار حال كونهم بعض أصحاب القبور. و {أَصْحابِ} مضاف، و {الْقُبُورِ} مضاف إليه. هذا؛ و (ما) المصدرية، والفعل {يَئِسَ} في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف واقع مفعولا مطلقا، التقدير: قد يئسوا من الاخرة يأسا كائنا مثل يأس الكفار. وهذا ليس مذهب سيبويه، وإنما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم. وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهت سورة (الممتحنة) بحمد الله وتوفيقه شرحا وإعرابا.