(الأب، والابن، وروح القدس)، ومن قائل: إنه الله. انتهى. مختصر ابن كثير. وانظر ما ذكرته في سورة (التوبة) رقم [٣٠] تجد ما يسرك.
{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ} أي: نصرناهم على من عاداهم من فرق النصارى. {فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ} أي: غالبين لهم عالين عليهم، من قولك: ظهرت على الحائط؛ أي: علوت عليه. وذلك ببعثة محمد صلّى الله عليه وسلّم، واتباعه، والاهتداء بهديه، و (أصبحوا) بمعنى: صاروا، ف:(أصبحوا) ليست على بابها من التوقيت في الصبح. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} انظر الإعراب مفصلا في الاية رقم [٢]. {كُونُوا:} فعل أمر ناقص مبني على حذف النون، والواو اسمه، والألف للتفريق. {أَنْصارَ:} خبر {كُونُوا،} وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه من إضافة جمع اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. هذا؛ ويقرأ: «(أنصارا لله)»، واللام تحتمل أن تكون مزيدة في المفعول الصريح لزيادة التقوية، لكون العامل فرعا، كما في قوله تعالى:{مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ} رقم [٦]، وأن تكون غير مزيدة، ويكون الجار والمجرور نعتا للأنصار، والأول أظهر. انتهى. جمل نقلا عن السمين. {كَما قالَ..}. إلخ: قال السمين فيه أوجه: أحدها: أن الكاف في موضع نصب على إضمار القول؛ أي: قلنا لهم ذلك كما قال عيسى. الثاني: أنها نعت لمصدر محذوف، تقديره: كونوا كونا. قاله مكي. وفيه نظر؛ إذ لا يؤمرون بأن يكونوا كونا. الثالث: أنه كلام محمول على معناه دون لفظه. وإليه نحا الزمخشري، فإنه قال: فإن قلت: ما وجه صحة التشبيه، وظاهره تشبيه كونهم أنصارا بقول عيسى: من أنصاري إلى الله؟ قلت: التشبيه محمول على المعنى، وعليه يصح، والمراد كونوا أنصار الله، كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم: من أنصاري إلى الله. انتهى. جمل. أما تفصيل الإعراب فهو كما يلي:
{كَما:}(الكاف): حرف تشبيه وجر. (ما) مصدرية. {قالَ:} فعل ماض. {عِيسَى:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {اِبْنُ:} صفة {عِيسَى} وهو مضاف، و {مَرْيَمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والتأنيث المعنوي. {لِلْحَوارِيِّينَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {قالَ}. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَنْصارِي:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، من إضافة جمع اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِلَى اللهِ:} متعلقان بمحذوف حال من ياء المتكلم، التقدير: متوجها إلى نصرة الله. أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر العائد إلى {مَنْ} والمعنى يبقى: متوجها إلى نصرة الله معي.