للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حجازي الفشني-رحمه الله تعالى-. هذا؛ وربنا يقول في الحديث القدسي: «من عادى لي وليا؛ فقد أذنته بالحرب». هذا؛ ويكثر في القرآن الكريم لفظ (الولي) و (النصير) فالولي: هو من يتولى شؤون غيره، والنصير: المعين والمساعد، والفرق بينهما: أن الولي قد يضعف عن النصرة، والمعاونة، والنصير قد يكون أجنبيا من المنصور، فبينهما عموم، وخصوص من وجه.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو. (أيها): منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، و (ها):

حرف تنبيه لا محل له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه، ولا يجوز اعتبار الهاء ضميرا في محل جر بالإضافة؛ لأنه حينئذ يجب نصب المنادى. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من لفظ: (أيها). {هادُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {زَعَمْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله.

{أَنَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه. {أَوْلِياءُ:} خبر (أنّ). {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بأولياء، أو بمحذوف صفة له. {مِنْ دُونِ:} متعلقان ب‍: {أَوْلِياءُ،} أو بمحذوف صفة له، و {دُونِ:} مضاف، و {النّاسِ:} مضاف إليه، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (زعم)، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَتَمَنَّوُا:} (الفاء): واقعة في جواب الشرط. (تمنوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْمَوْتَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية لا محل لها... إلخ، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، فأنت ترى:

أنه ذكر شرطان، وتوسط بينهما الجواب. قال الجلال: تعلق بتمنوا الشرطان على أن الأول قيد في الثاني. وهذا بخلاف ما إذا ذكر شرطان، وتقدم الجواب عليهما، أو تأخر عنهما، كما في الاية رقم [٥٠] من سورة (الأحزاب)، والاية رقم [٣٤] من سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، ونص الأولى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ،} ونص الثانية: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} وقد أشار ابن الوردي-رحمه الله تعالى-في البهجة إلى ذلك بقوله: [الرجز] وطالق إن كلمت إن دخلت... إن أوّلا بعد أخير فعلت

هذا؛ والاية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>