للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعل الشرط، و (نا) فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {إِلَى الْمَدِينَةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {لَيُخْرِجَنَّ:} (اللام): واقعة في جواب القسم، المدلول عليه باللام الموطئة. (يخرجن): فعل مضارع مبني على الفتح، لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة؛ التي هي حرف لا محل له. {الْأَعَزُّ:} فاعله. {مِنْهَا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْأَذَلَّ:} مفعول به، والجملة الفعلية: {لَيُخْرِجَنَّ..}. إلخ جواب القسم المدلول عليه باللام الموطئة لا محل لها، وجواب الشرط محذوف، لدلالة جواب القسم عليه، على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما». قال ابن مالك-رحمه الله تعالى- في ألفيته: [الرجز] واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

والكلام {لَئِنْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {يَقُولُونَ..}. إلخ في المعنى معطوفة على جملة: {يَقُولُونَ..}. إلخ قبلها؛ لأن المقالتين سببهما واحد، وهو ما تقدم ذكره؛ الذي حاصله: أنه اقتتل بعض المهاجرين، وبعض الأنصار، فبلغ ذلك عبد الله بن أبيّ، فقال المقالتين المذكورتين. {وَلِلّهِ:} (الواو): واو الحال. (لله): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْعِزَّةُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من معنى الكلام السابق؛ أي: قالوا ما ذكر؛ والحال: أن كل من له نوع بصيرة يعلم: أن العزة لله... إلخ، وهذا يجعل الجملتين المتعاطفتين في محل نصب حال كما في الاية السابقة. (لرسوله): جار ومجرور معطوفان على (لله) عطف مفرد على مفرد، أو هما متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: ولرسوله العزة؛ أيضا، فيكون العطف عطف جملة على جملة اسمية، {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} مثلهما على الاعتبارين، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} مثل {وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} في جميع الاعتبارات، والإعراب.

تنبيه: قرئ الفعل: {لَيُخْرِجَنَّ} بفتح الياء. ورفع {الْأَعَزُّ} على أنه فاعل. ونصب {الْأَذَلَّ} على أنه حال، وقرئ بضم الياء وفتح الجيم على أنه مبني للمجهول، و {الْأَعَزُّ} نائب فاعله، و {الْأَذَلَّ} حال، كما قرئ: «(لنخرجنّ)» على أن الفاعل مستتر تقديره: «نحن»، ونصب (الأعزّ) على أنه مفعول به، و (الأذلّ) حال، والقراآت الثلاث غير سبعية، وخرج {الْأَذَلَّ} على تقدير مضاف كخروج، أو إخراج، أو مثل. قاله البيضاوي، وهو تأويل الزمخشري فعلى الأولين هو نائب مفعول مطلق، وعلى الثالث هو حال على حذف المضاف. وقال أبو البقاء: و {الْأَذَلَّ} على هذا حال، والألف، واللام زائدة، أو يكون مفعول حال محذوفة؛ أي: مشبها الأذل.

وهذا كله؛ لأن الحال لا تكون إلا نكرة، وهو مذهب جمهور النحويين، وأن ما ورد منها معرفا لفظا، فهو منكر معنى، كقولهم: جاؤوا الجمّاء الغفير، وأرسلها العراك في قول الشاعر: [الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>