للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محل جر ب‍: {مِنْ} التقدير: وأنفقوا من رزقنا لكم. وهو ضعيف كما ترى. {رَزَقْناكُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف، كما رأيت تقديره. {مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بالفعل (أنفقوا). {أَنْ يَأْتِيَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ}. {أَحَدَكُمُ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {الْمَوْتُ:} فاعل {يَأْتِيَ،} و {أَنْ يَأْتِيَ} في تأويل مصدر في محل جر بإضافة {قَبْلِ} إليه. {فَيَقُولَ:} (الفاء): حرف عطف. (يقول): مضارع معطوف على {يَأْتِيَ} منصوب مثله، والفاعل يعود إلى {أَحَدَكُمُ}. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء، التقدير: يا ربّ، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، وحذف الياء هذه إنما هو بالنداء خاصة؛ لأنه لا لبس فيه، ومنهم من يثبت الياء ساكنة فيقول: (يا ربي) ومنهم من يثبتها، ويحركها بالفتحة، فيقول (يا ربي)، ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها فيقول: (يا ربّا)، ومنهم من يحذف الياء بعد قلبها ألفا، وإبقاء الفتحة على الباء دليلا عليها، فيقول: (يا ربّ) قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز] واجعل منادى صحّ إن يضف ليا... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا

ويزاد لغة سادسة، وهي لغة القطع: (يا ربّ) بضم الباء، ففي الحديث الشريف يقول العبد:

«يا ربّ يا ربّ». وقرئ في سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {(قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ...)} إلخ.

والجملة الندائية في محل نصب مقول القول. {لَوْلا:} حرف تحضيض بمعنى: هلا.

{أَخَّرْتَنِي:} فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {إِلى أَجَلٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {قَرِيبٍ:} صفة {أَجَلٍ،} والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {فَأَصَّدَّقَ:} (الفاء): هي الفاء السببية. (أصدق): فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد الفاء، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، و «أن» المضمرة والفعل (أصدق) في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: هلا تأخير إلى أجل قريب، فتصدّق مني في سبيل الله.

{وَأَكُنْ:} (الواو): حرف عطف. (أكن): معطوف على محل {فَأَصَّدَّقَ} فكأنه قيل: إن أخرتني؛ أصدق، وأكن؛ لأنه لولا الفاء؛ لجزم: (أصدق) على القاعدة: يجزم المضارع إذا وقع جوابا للطلب، والطلب يشمل: الأمر، والنهي، والحض، والعرض، والاستفهام، والتمني، والترجي، كما هو منصوص عليه. وابن هشام في مغني اللبيب سمى هذه المسألة: العطف على المعنى، أو على التوهم، وأورد البيت، وهو الشاهد رقم [٧٨٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>