{مِثْلَهُنَّ} قال: لو حدثتكم بتفسيرها؛ لكفرتم، وكفركم: تكذيبكم بها. رواه ابن جرير عن مجاهد عن ابن عباس-رضي الله عنهما-. انتهى. مختصر ابن كثير بتصرف. وفيه: في سورة (الحديد) ما يلي:
وروى الترمذي عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: بينما نبي الله صلّى الله عليه وسلّم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم:«هل تدرون ما هذا؟». قالوا: الله ورسوله أعلم! قال:
«هذا العنان، هذه روايا الأرض، يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه، ولا يدعونه». ثم قال:«هل تدرون ما فوقكم؟». قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: «فإنها الرقيع سقف محفوظ، وموج مكفوف». ثم قال:«هل تدرون كم بينكم وبينها؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:«بينكم وبينها خمسمئة سنة». ثم قال:«هل تدرون ما فوق ذلك؟». قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: «فإن فوق ذلك سماءين بعد ما بينهما مسيرة خمسمئة سنة». حتى عد سبع سموات، ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض. ثم قال:«هل تدرون ما فوق ذلك؟». قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: «فإن فوق ذلك العرش، وبينه وبين السّماء مثل ما بين السماءين ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:«إنها الأرض».
ثم قال:«هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:«فإن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمئة سنة». حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمسمئة سنة، ثم قال:«والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم حبلا إلى الأرض السفلى لهبط على الله».
ثم قرأ قوله تعالى:«هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ». وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه. انتهى كلامه. وانظر سورة (الملك) رقم [٣].
أقول: الأبحاث العلمية في الفضاء في هذا الزمن لم تتعدّ العنان المذكور في أول هذا الحديث، والأبحاث العلمية ممنوعة بقدرة الله من اختراق، وتجاوز السماء الأولى، ودليلنا بحمد الله وتوفيقه منع الشياطين من استراق السمع، كما رأيت في سورة (الصافات) رقم [٦] وتراه إن شاء الله تعالى في سورة (الملك) رقم [٥].
تنبيه: قيل: ما في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه الاية. وقيل: إن الأرض واحدة، وإن المماثلة ليست في العدد، وإنما هي في الخلق، والإبداع؛ أي: مثلهن في الإبداع والإحكام، والأول أظهر، وأسلم، والله أعلم، وأجل، وأكرم.
{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ:} المراد به: الوحي ينزل من عند الله إلى خلقه من السماء العليا إلى الأرض السفلى. وقيل: هو ما يدبر فيهن من عجائب تدبيره، ينزل المطر، ويخرج النبات،