للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأتي بالليل والنهار، وبالصيف والشتاء، ويخلق الحيوان على اختلاف هيئاته، وينقله من حال إلى حال، فيحكم بحياة بعض، وموت بعض، وسلامة هذا، وهلاك ذاك. وقيل: في كل سماء من سمواته، وأرض من أرضيه خلق من خلقه، وأمر من أمره، وقضاء من قضائه. انتهى.

خازن.

{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي: لتعلموا، وتوقنوا: أن من قدر على هذا الملك العظيم؛ فهو على ما بينهما من خلقه أقدر، ومن العفو والانتقام أمكن، وإن استوى كل ذلك في مقدوره، ومكنته. {وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} أي: إنه سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، لا تخفى عليه خافية في السموات السبع، والأرضين السبع، وإنه جلت قدرته، وتعالت حكمته قادر على الإنشاء بعد الإفناء، وكل الكائنات تحت قدرته، وسلطانه لا تخرج عن علمه وإرادته. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

خاتمة: لفظ الأرض لم يرد في القرآن الكريم إلا مفردا، ولم يرد فيه صيغة الجمع (أرضين) ولما احتيج إلى جمعها أخرجها العليم الحكيم على هذه الصورة التي ذهبت بسر الفصاحة والبلاغة، وذهب بها حتى خرجت من الروعة بحيث يسجد لها كل فكر سجدة طويلة. وذلك في قوله جلت قدرته، وتعالت حكمته: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ..}. إلخ، ولم يقل: سبع أرضين؛ لأنه يختل بها النظم، وتذهب روعة الفصاحة والبلاغة. انتهى. علوم القرآن للصابوني بتصرف كبير مني.

الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {خَلَقَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الذي) وهو العائد.

والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {سَبْعَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {سَماواتٍ:}

مضاف إليه. {وَمِنَ الْأَرْضِ:} متعلقان بفعل محذوف، تقديره: وخلق من الأرض. {مِثْلَهُنَّ:}

مفعول به للفعل المحذوف، وعليه فالعطف من عطف الجمل، وإن اعتبرت {مِثْلَهُنَّ} معطوفا على {سَبْعَ سَماواتٍ} عطف مفرد على مفرد، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من {مِثْلَهُنَّ} تقدم عليه. هذا؛ وقرئ برفع «(مثلهن)» على أنه مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.

{يَتَنَزَّلُ:} فعل مضارع. {الْأَمْرُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، وقال أبو البقاء:

ويجوز أن تكون نعتا، وأقول: يجوز أيضا أن تكون حالا مما قبلها؛ لأن الإضافة فيها نوع تخصيص. {بَيْنَهُنَّ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {لِتَعْلَمُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع

<<  <  ج: ص:  >  >>