للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء لهبها» رواه الترمذي، وابن ماجه، والبيهقي. هذا؛ ورفع: «ألف» على أنه نائب فاعل، وإن نصبته على الظرفية، فالجار والمجرور: «عليها» في محل رفع نائب فاعل: «أوقد». وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي-رضي الله عنه-قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ في النار حيّات كأمثال أعناق البخت، تلسع إحداهنّ اللسعة، فيجد حرّها سبعين خريفا، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة، تلسع إحداهنّ اللسعة، فيجد حموتها أربعين سنة». رواه أحمد، والطبراني. هذا؛ وانظر (أمر) في الآية رقم [٣٢] من سورة (الطور).

الإعراب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ:} انظر الآية رقم [١]. {آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {قُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها.

{أَنْفُسَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَأَهْلِيكُمْ:} الواو: حرف عطف.

(أهليكم): معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، والكاف في محل جر بالإضافة. {ناراً:} مفعول به ثان، أو هو منصوب بنزع الخافض، التقدير: من نار. {وَقُودُهَا:} مبتدأ، و (ها) في محل جر بالإضافة. {النّاسُ:} خبره. والجملة الاسمية في محل نصب صفة {ناراً}. {وَالْحِجارَةُ:}

الواو: حرف عطف. (الحجارة): معطوف على ما قبله.

{عَلَيْها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَلائِكَةٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية ل‍: {ناراً،} أو هي في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. {غِلاظٌ شِدادٌ:} صفتان ل‍: {مَلائِكَةٌ،} وجملة: {لا يَعْصُونَ اللهَ} صالحة للوصفية، والحالية من {مَلائِكَةٌ} كالتي قبلها. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب بدلا من لفظ الجلالة، بدل اشتمال. قاله الجلال، ووافقه الجمل عليه، التقدير:

لا يعصون أمر الله، وأرى صحة اعتبارها في محل نصب بنزع الخافض، التقدير: لا يعصون الله فيما... إلخ، وهو ما أفاده تقدير الزمخشري، والنسفي. {أَمَرَهُمْ:} فعل ماض، وفاعله يعود إلى {اللهَ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: يفعلون الذي، أو شيئا أمرهم الله به، وإن اعتبرت {ما} مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر، التقدير: أمره، وهو يرجح البدلية؛ فهو جيد، ولا بأس به، بل هو أولى، والمعنى عليه أولى. هذا؛ وقال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: أليست الجملتان في معنى واحد؟ قلت: لا، فإن معنى الأولى: أنهم يتقبلون أوامره، ويلتزمونها، ولا يأبونها، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>