للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سميت كلمات ولا حروفا. انتهى. أقول: يريد بالحرف الذي لا يسكت عليه، ولا ينفرد... إلخ حروف الجر، وحروف العطف، والنواصب، والجوازم، ونحوها.

الإعراب: {ن:} فيه أوجه: أحدها: أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: هذه ن. الثاني: أنه مفعول به لفعل محذوف، التقدير: اتل ن. الثالث: أنه مقسم به، التقدير: أقسم ب‍ (ن).

{وَالْقَلَمِ:} جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم بالقلم، وعلى اعتبار (ن) مقسما به فالقلم معطوف عليه. {وَما:} (الواو): حرف عطف. (ما): اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر معطوفة على ما قبلها، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: والذي، أو وشيء يسطرونه. هذا؛ ويجوز اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر معطوف على ما قبله، التقدير: ومسطورهم، أو ومسطوراتهم.

{ما:} نافية حجازية تعمل عمل: «ليس». {أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم {ما}. {بِنِعْمَةِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: (مجنون)، أو متعلقان بمحذوف حال، والعامل فيها {بِمَجْنُونٍ} تقديره: ما أنت بمجنون منعما عليك بذلك، و (نعمة) مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {بِمَجْنُونٍ:} (الباء): حرف جر صلة. (مجنون): خبر {ما} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية:

{ما أَنْتَ..}. إلخ جواب القسم المأخوذ من: «أقسم بنون» على اعتباره مقسما به على وجه رأيته فيه، أو هي جواب للقسم الصريح من قوله: {وَالْقَلَمِ} وما عطف عليه.

تنبيه: نقل ابن هشام في المغني عن ابن الحاجب قوله: الباء {بِنِعْمَةِ} متعلقة بالنفي؛ إذ لو علقت ب‍: (مجنون) لأفاد نفي جنون خاص، وهو الجنون الذي يكون من نعمة الله تعالى، وليس في الوجود جنون هو نعمة، ولا المراد نفي جنون خاص. انتهى. ملخصا. وهو كلام بديع إلا أن جمهور النحويين لا يوافقون على صحة التعلق بالحرف، فينبغي على قولهم أن يقدر: أن التعليق بفعل دل عليه النافي، أي: انتفى ذلك بنعمة ربك. انتهى. مغني بحروفه. هذا؛ وفي السمين قوله: (بنعمة ربك) فيه أوجه: أحدها: أنه مقسم به متوسط بين اسم ما، وخبرها، ويكون الجواب حينئذ محذوفا لدلالة المذكور عليه، والتقدير: ونعمة ربك ما أنت بمجنون.

الثاني: أن الباء في موضع نصب على الحال، والعامل فيها (مجنون). والتقدير: ما أنت مجنونا حال كونك ملتبسا بنعمة ربك، قاله أبو البقاء، وعلى هذا، فهي حال لازمة؛ لأنه عليه الصلاة والسّلام لم يفارق هذه الحال. الثالث: أن الباء سببية، وتتعلق حينئذ بمضمون الجملة المنفية، وهذا هو مقصود الآية الكريمة، والمعنى: انتفى عنك الجنون بسبب نعمة ربك عليك، كما تقول: ما أنا بمعسر بحمد الله. انتهى. جمل نقلا عن السمين، والمعتمد ما جريت عليه في الأول من الإعراب، وهو الموافق لما ذكره ابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>