للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحول ألفاظ مترادفة في اللغة العربية. وماذا يقول النجار، والمعري في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «خلق الله آدم وطوله ستّون ذراعا».

ثم تناقصت الأعمار، والطول؛ حتى وصلنا إلى ما نراه فينا اليوم من قصر الأجسام، وقلة الأعمار، وقصرها. ثم ما ذكره عن التوراة هل يجوز لمسلم أن يحتج وأن يستشهد بالكتب التي ذكر الله أنها محرفة ومزيفة، ثم قال: وهؤلاء الفراعنة في مصر... إلخ، وهذا غير صحيح قطعا، فقد ثبت: أن فرعون موسى عاش أربعمئة سنة لم يشك فيها جوعا، ولا ألما في جمسه، ولو شكا شيئا لما ادعى الألوهية. وما قاله بعض الأطباء الألمان مضروب به عرض الحائط.

ثم ما احتج به هو من أن تنوع الأغذية، والهموم الكثيرة هي التي أضعفت أجسام إنسان اليوم، وغاب عنه ما ذكر في الأحاديث من تقاصر الأعمار، وتصاغر الأجسام، فهل يوجد في هذه الأيام إنسان طوله كطول آدم، أو أحد بنيه، لماذا لم يذكر قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «يا ربّ جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلّها أعمالا». ولماذا لم يذكر قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [٣٤]: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ،} ومثلها في سورة (يونس) رقم [٤٩] وفي سورة (النحل) رقم [٦١].

ولماذا لم يذكر النجار حياة البساطة التي كان يحياها الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام، وهل عمّر أحد منهم أكثر من تسعين سنة إلا في النادر القليل جدا؛ لذا فالقول الحق: أن الله قدر الأعمار، والآجال، والأرزاق، وهو الخبير العليم الحكيم بما قدر، وقضى. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

انتهت سورة (نوح) بعون الله وتوفيقه شرحا وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>