ضيف ألمّ برأسي غير محتشم... والشّيب أحسن فعلا منه باللّمم
ابعد بعدت بياضا لا بياض له... لأنت أسود في عيني من الظّلم
وقال أبو تمام الطائي: [الطويل]
له منظر في العين أبيض ناصع... ولكنّه في القلب أسود سافع
وقال حميد بن ثور، وينسب إلى معروف بن عبد الرحمن: [الرجز]
لكلّ دهر قد لبست أثوبا... حتّى اكتسى الرأس قناعا أشيبا
أملح لا لذّا ولا محبّبا... أكره جلباب إذا تجلببا
وقال أبو العتاهية: [الوافر]
عريت من الشباب وكنت غصنا... كما يعرى من الورق القضيب
بكيت على الشباب بدمع عيني... فلم يغن البكاء ولا النّحيب
ألا ليت الشباب يعود يوما... فأخبره بما فعل المشيب
وخذ قول البوصيري-رحمه الله تعالى-: [البسيط]
فإنّ أمّارتي بالسّوء ما اتّعظت... من جهلها بنذير الشّيب والهرم
ولا أعدّت من الفعل الجميل قرى... ضيف ألمّ برأسي غير محتشم
لو كنت أعلم أنّي ما أوقّره... كتمت سرّا بدا لي منه بالكتم
الإعراب: {فَكَيْفَ:} الفاء: حرف استئناف. (كيف): اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال عامله ما بعده. {تَتَّقُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كَفَرْتُمْ:}
فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، ومتعلقه محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، التقدير: إن كفرتم؛ فكيف تتقون؟! {يَوْماً:} مفعول به ل: {تَتَّقُونَ،} وقيل:
هو ظرف متعلق به. وقيل: منصوب بنزع الخافض. والجملة الشرطية معترضة بين الفعل، ومفعوله. وقيل: إن يوما مفعول ل: {كَفَرْتُمْ} على تأويله ب: «جحدتم» والأول أقوى. {يَجْعَلُ:}
فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {يَوْماً}. وقيل: يعود إلى الله، والمعتمد الأول. {الْوِلْدانَ:}
مفعول به أول. {شِيباً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية صفة (يوما)، وعلى اعتبار الفاعل يعود إلى (الله)، فتحتاج الجملة الفعلية إلى رابط، التقدير: يجعل فيه الولدان شيبا.