للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير، وهو مبني على الفتح، أو على الضم خلاف، وإن أردت الزيادة؛ فانظر مبحثها في كتابنا:

«فتح القريب المجيب».

هذا؛ والمراد ب‍: {يَوْمٌ} في الآية الكريمة يوم القيامة، وهو مقدار ألف سنة من أيام الدنيا كما في الآية رقم [٤٧] من سورة (الحج)، وأما اليوم في الدنيا فهو الوقت من طلوع الشمس إلى غروبها، وهذا في العرف، وأما اليوم الشرعي فهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما يطلق اليوم على الليل، والنهار معا، وقد يراد به الوقت مطلقا، تقول: ذخرتك لهذا اليوم، أي: لهذا الوقت، والجمع: أيّام، وأصله: أيوام، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، وجمع الجمع:

أياويم، وأيام العرب: وقائعها، وحروبها، وأيام الله: نعمه، ونقمه. قال تعالى في سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ} رقم [٥]، ويقال: فلان ابن الأيام، أي: العارف بأحوالها، ويقال: أنا ابن اليوم، أي: أعتبر حالي فيما أنا فيه.

الإعراب: {فَإِذا:} الفاء: حرف سبب، واستئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {نُقِرَ:}

فعل ماض مبني للمجهول. {فِي النّاقُورِ:} جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل. وقيل: نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» أي: إسرافيل. ولا وجه له قطعا، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ولا يجوز اعتبارها في محل جر بإضافة (إذا) إليها، وتعليق (إذا) بجوابها؛ لأن الجواب قد اقترن بالفاء، ولا يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها. أفاده ابن هشام في المغني.

{فَذلِكَ:} الفاء: واقعة في جواب (إذا). (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {يَوْمَئِذٍ:} بدل من اسم الإشارة مبني على الفتح في محل رفع، وبني لإضافته إلى غير متمكن، وهو (إذ)، فإنه في الأصل مبني على السكون. هذا؛ وأجيز تعليقه ب‍: {عَسِيرٌ،} {يَوْمٌ:} خبر المبتدأ. {عَسِيرٌ:} صفة يوم. والجملة الاسمية: (ذلك...) إلخ جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {عَلَى الْكافِرِينَ:} متعلقان ب‍: {عَسِيرٌ} أو بمحذوف صفة له، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر فيه. أفاده ابن هشام في المغني. {غَيْرُ:} صفة ثانية ل‍: {يَوْمٌ،} و {غَيْرُ} مضاف، و {يَسِيرٍ} مضاف إليه، كما قال ابن هشام: ويحتمل تعليق الجار والمجرور {عَلَى الْكافِرِينَ} ب‍: {يَسِيرٍ،} وجعل منه قوله تعالى في سورة (الزخرف) رقم [١٨]: {وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ} وقول الشاعر، وهو الشاهد رقم [١١٤٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الطويل]

فتى هو حقّا غير ملغ تولّه... ولا تتّخذ يوما سواه بديلا

وأيضا قول أبي زبيد الطائي، وهو الشاهد رقم [١١٤١] من الكتاب المذكور: [البسيط]

إنّ امرأ خصّني يوما مودّته... على التنائي لعندي غير مكفور

<<  <  ج: ص:  >  >>