للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ و (بشر) يطلق على الإنسان ذكرا كان، أو أنثى، مفردا كان، أو جمعا، مثل كلمة الفلك، تطلق على المفرد والجمع، وسمي بنو آدم بشرا لبدوّ بشرتهم، التي هي ظاهر الجلد، بخلاف أكثر المخلوقات فإنها مكسوة بالشعر، أو بالصوف، أو بالريش. هذا؛ و (بشر) يطلق على الواحد، كما في قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا} الآية رقم [١٧] من سورة (مريم).

ولذا ثني في قوله تعالى: {فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا} الآية رقم [٤٧] من سورة (المؤمنون)، كما يطلق على الجمع، كما في الآية التي بين أيدينا، وقوله تعالى في سورة (مريم) رقم [٢٦]: {فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً}.

هذا؛ وقال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: فإن قلت: ما معنى {ثُمَّ} الداخلة في تكرير الدعاء؟ قلت: الدلالة على أن الكرّة الثانية أبلغ من الأولى، ونحوه قول حميد بن ثور الهلالي: [الطويل]

ومالي من ذنب إليهم علمته... سوى أنني قد قلت يا سرحة اسلمي

نعم فاسلمي ثم اسلمي ثمّت اسلمي... ثلاث تحيات وإن لم تكلّمي

فإن قلت: ما معنى المتوسطة بين الأفعال التي بعدها؟ قلت: الدلالة على أنه قد تأنّى في التأمل وتمهل وكأن بين الأفعال المتناسقة تراخ وتباعد، فإن قلت: فلم قيل: {فَقالَ إِنْ هذا} بالفاء بعد عطف ما قبله ب‍: {ثُمَّ؟} قلت: لأن الكلمة لما خطرت بباله بعد التطلب لم يتمالك أن نطق بها من غير تلبّث. فإن قلت: فلم لم يوسط حرف العطف بين الجملتين؟ قلت: لأن الأخرى جرت من الأولى مجرى التوكيد من المؤكد. انتهى. كشاف.

هذا؛ والسحر كل ما لطف، ودق، يقال: سحره: إذا أبدى له أمرا يدق عليه، ويخفى، وقال الغزالي-رحمه الله تعالى-في الإحياء ما نصه: السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر، وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الخواص هيكل على صورة الشخص المسحور، ويترصد له وقت مخصوص من المطالع، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر، والفحش المخالف للشرع، ويتوصل بسببها إلى الاستغاثة بالشياطين، ويحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور. انتهى. هذا؛ والمعتمد: إن تعلمه لدفع الضرر عن نفسه، أو عن غيره، أو اتخذه الشخص ذريعة للاتقاء عن الاغترار بمثله؛ بقي على الإيمان، فلا كفر باعتقاد حقيقته، وجواز العمل به من غير إضرار بأحد.

الإعراب: {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {فَكَّرَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الوليد المحدث عنه، والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل للوعيد، والتهديد. (قدر): فعل ماض، والفاعل تقديره: «هو»، والجملة الفعلية

<<  <  ج: ص:  >  >>