وقال بعضهم في الرد عليه أيضا هو أبو حيان النحوي المشهور: [الكامل]
شبّهت جهلا صدر أمّة أحمد... وذوي البصائر بالحمير الموكفه
وجب الخسار عليك فانظر منصفا... في آية الأعراف فهي المنصفه
أترى الكليم أتى بجهل ما أتى؟ ... وأتى شيوخك ما أتوا عن معرفه
إن الوجوه إليه ناظرة بذا... جاء الكتاب فقلتم: هذا سفه
نطق الكتاب وأنت تنطق بالهوى... فهوى الهوى بك في المهاوي المتلفه
انتهى.. من حاشية الباجوري على جوهرة التوحيد للمرحوم إبراهيم اللقاني.
بعد هذا فالمعتزلة طائفة من المسلمين يرون: أن أفعال الخير من الله، وأن أفعال الشر من فعل الإنسان، وأن الله تعالى يجب عليه رعاية الأصلح للعباد. قال اللقاني في الرد عليهم: [الرجز]
وقولهم: إنّ الصلاح واجب... عليه زور ما عليه واجب
ألم يروا إيلامه الأطفالا... وشبهها فحاذر المحالا
وجائز عليه خلق الشّرّ... والخير كالإسلام وجهل الكفر
وأن القرآن محدث مخلوق، ليس بقديم، وأن الله تعالى ليس بمرئي يوم القيامة. قال اللقاني في الرد عليهم: [الرجز]
ونزّه القرآن أي كلامه... عن الحدوث واحذر انتقامه
وكلّ نصّ للحدوث دلاّ... احمل على اللفظ الّذي قد دلاّ
وأن المؤمن إذا ارتكب الكبيرة كان في منزلة بين المنزلتين. يعنون بذلك: أنه ليس بمؤمن، ولا بكافر، وأن من دخل النار لم يخرج منها. قال اللقاني في الرد عليهم: [الرجز]
ومن يمت ولم يتب من ذنبه... فأمره مفوّض لربّه
وواجب تعذيب بعض ارتكب... كبيرة ثمّ الخلود مجتنب
وأن المقتول غير ميت بأجله. فقال اللقاني في الرد عليهم: [الرجز]
وميّت بعمره من يقتل... وغير هذا باطل لا يقبل
وأن الإيمان: قول، وعمل، واعتقاد (وهذا لا بأس به) ويرون: أن إعجاز القرآن في الصرف عنه، لا أنه معجز بنفسه، ولو لم يصرف العرب عن معارضته؛ لأتوا بما يعارضه، وأن المعدوم شيء، وأن الحسن، والقبح عقليان، وأن الله تعالى حي بذاته، لا بحياة، وعالم لذاته لا بعلم، وقادر لذاته لا بقدرة، فهم ينفون صفات المعاني.