للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فشبهها بالطراف، وهو بيت الأدم في العظم، والحمرة، وكأنه قصد بخبثه أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سول له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله: «حمراء» توطئة لها، ومناداة عليها، وتنبيها للسامعين على مكانها، ولقد عمي-جمع الله عليه عمى الدارين-عن قوله عز وجل: {كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ} فإنه بمنزلة قوله (كبيت أحمر) وعلى أن التشبيه بالقصر، وهو الحصن تشبيه من جهتين، من جهة العظم، ومن جهة الطول في الهواء، وفي التشبيه بالجمالات، وهي القلوص بل القلص تشبيه من ثلاث جهات: من جهة العظم، والطول، والصفرة، فأبعد الله إغرابه في أطرافه، وما نفخ شدقيه من استطرافه. انتهى. كشاف من بيت المعري إلى هنا. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {اِنْطَلِقُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق.

{إِلى ما:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، والقائل لهم الملائكة، و {ما} موصولة مبنية على السكون في محل جر ب‍: {إِلى}. {كُنْتُمْ:}

فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، وجملة: «تكذبون به» المقدرة في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {اِنْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ} تأكيد لسابقتها، أو هي بدل منها. {ذِي:} صفة {ظِلٍّ} مجرور مثله، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و {ذِي} مضاف، و {ثَلاثِ} مضاف إليه، و {ثَلاثِ} مضاف، و {شُعَبٍ} مضاف إليه. {لا:} نافية. {ظَلِيلٍ:} صفة ثانية ل‍: {ظِلٍّ} وتوسطت {لا} بين الصفة والموصوف، كما في قوله تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} رقم [٣٥] من سورة (النور)، وأيضا قوله تعالى في سورة (الواقعة): {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} وقبله بآيات: {وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ}. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {يُغْنِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {ظِلٍّ}. {مِنَ اللَّهَبِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثالثة لظل، وهي صفة منفية أيضا، وجيء بالصفة الأولى اسما، وبالثانية فعلا دلالة على نفي ثبوت هذه الصفة، ونفي التجدد، والحدوث للإغناء عن اللهب. انتهى جمل نقلا عن السمين.

هذا؛ وأرى جواز اعتبار الجملة الفعلية في محل نصب حال من {ظِلٍّ؛} لأنه وصف بصفتين قبلها، والنكرة إذا وصافات تخصصت، فتأتي الحال منها بلا ضعف. قال ابن مالك -رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]

ولم ينكّر غالبا ذو الحال إن... لم يتأخّر أو يخصّص أو يبن

{إِنَّها:} حرف مشبه بالفعل، و (ها): اسمها. {تَرْمِي:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل يعود إلى جهنم المفهومة من سياق الكلام، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)،

<<  <  ج: ص:  >  >>