للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى معشر لم يورث اللّؤم جدّهم... أصاغرهم، وكلّ فحل لهم نجل

ويقال: لعن الله ناجليه، يعني: والديه؛ إذ كانا أصله. ويقال: [مجزوء الوافر]

وبئس النّجل ما نجلا

هذا وقد يسمّى القرآن: إنجيلا أيضا، كما روي في قصّة موسى-على نبيّنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: أنه قال: «يا ربّ! أرى في الألواح أقواما أناجيلهم في صدورهم، فاجعلهم أمّتي. فقال الله-عزّ وجلّ-له: تلك أمة أحمد يا موسى!» وإنّما أراد بالأناجيل القرآن، هذا والإنجيل خال من الأحكام، والتّشريع، وكلّ ما فيه حكم، ومواعظ؛ لذا فالنّصارى عيال علينا في كثير من الأحكام، وخاصّة المواريث، وقد دخل الإنجيل التّحريف، والتزييف، كما دخلا التّوراة، وما إنجيل متّى، ومرقس... إلخ إلا من اختراعهم، وابتداعهم.

{مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل تنزيل القرآن. {هُدىً لِلنّاسِ} أي: لقوم موسى، وعيسى، أو لجميع الناس، فيكون حالا من الكتب الثلاثة: القرآن، والتوراة، والإنجيل. هذا؛ وأصل {هُدىً:}

هديا، أو هدي، بضم الهاء، وفتح الدال، وتحريك الياء منونة، فقلبت الياء ألفا لتحرّكها، وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الألف، والتنوين الذي يرسم ألفا في حالة النّصب بحسب الأصل، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: {هُدىً} وإنّما أتوا بياء أخرى لتدل على الياء المحذوفة، بخلاف ما إذا لم يأتوا بها، وقالوا: هدا، فلا يوجد ما يدل عليها. وهذا الإعلال يجري في كل اسم مقصور مجرد من ال، والإضافة.

{وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ} يعني: الفارق بين الحقّ، والباطل. قيل: أراد به القرآن، وإنّما أعاده تعظيما لشأنه، ومدحا؛ لكونه فارقا بين الحقّ، والباطل، وقيل: إنّما أعاد ذكره؛ ليتبيّن: أنه تعالى أنزله بعد التوراة، والإنجيل، ليجعله فارقا بين ما اختلف فيه اليهود، والنصارى في أمر عيسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة وألف سلام، وقيل: المراد الكتب الثلاثة؛ لأنّها كلّها هدى للناس، ومفرّقة بين الحلال، والحرام، والحق، والباطل، والغيّ، والرّشاد بما يذكره الله من الحجج البينات، والدلائل الواضحات، والبراهين القاطعات، ويبينه، ويوضحه، ويفسّره ويقرّره، ويرشد إليه، وينبه عليه.

الإعراب: {نَزَّلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {اللهُ}. {عَلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْكِتابَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها، أو هي في محل رفع خبر ثان للمبتدإ، أو هي في محل نصب حال من الضمير المستتر في: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} والرابط الضمير فقط، وهي على تقدير «قد» قبلها. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من: {الْكِتابَ} أي:

ملتبسا بالحقّ. {مُصَدِّقاً:} حال ثانية منه. {لِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {مُصَدِّقاً} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة أيضا. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة (ما) أو بمحذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>