تنبيه: قال المحققون من العلماء: سبب إخفاء علم الساعة، ووقت قيامها عن العباد؛ ليكونوا دائما على خوف، وحذر منها؛ لأنهم إذا لم يعلموا متى يكون ذلك الوقت؟ كانوا على وجل وخوف منها، فيكون ذلك أدعى لهم إلى الطاعة، والمسارعة إلى التوبة، وأزجر لهم عن المعصية. فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لتقومنّ الساعة، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومنّ الساعة، وقد انصرف الرجل بلبن لقحته، فلا يطعمه، ولتقومنّ الساعة، وهو يليط حوضه، فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة، وقد رفع أكلته إلى فيه، فلا يطعمها». متفق عليه.
هذا؛ وقد أخفى الله أمورا أخرى مثل ليلة القدر في شهر رمضان، وساعة الإجابة يوم الجمعة؛ ليجتهد المؤمن، والمؤمنة في ليالي رمضان في العبادة، وليكونا: مجتهدين في الدعاء كل يوم الجمعة، وليلته، كما أخفى الله رضاه في طاعة من الطاعات، وأخفى غضبه في معصية من المعاصي ليجتهدا في جميع الطاعات، وليجتنبا جميع المعاصي، والسيئات. وانظر آخر سورة (لقمان) إن أردت الزيادة.
الإعراب:{يَسْئَلُونَكَ:} فعل مضارع، وفاعله، ومفعوله الأول. {عَنِ السّاعَةِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {أَيّانَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر مقدم. {مُرْساها:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، و (ها): في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ثان ل:{يَسْئَلُونَكَ،} وهو معلق عن العمل به لفظا بسبب الاستفهام. {فِيمَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر. {مِنْ ذِكْراها:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، و (ها) في محل جر بالإضافة، والمعنى: أنت في أي شيء من ذكراها؟ هذا؛ وقيل: الجار، والمجرور {فِيمَ} متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فيم هذا السؤال، فتم الكلام، ثم استأنف بجملة:{أَنْتَ مِنْ ذِكْراها} بيانا لسبب الإنكار عن سؤالهم.
{إِلى رَبِّكَ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مُنْتَهاها:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {أَنْتَ:} مبتدأ. {مُنْذِرُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {مَنْ} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ ويقرأ بتنوين (منذر)، فيكون اسم الموصول مفعولا صريحا. {يَخْشاها:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، و (ها) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى (من)، وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الاسمية:{إِنَّما أَنْتَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها أيضا.