للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي-رحمه الله-: فإذا كان القضاء يحتمل هذه المعاني، فلا يجوز إطلاق القول بأن المعاصي بقضاء الله؛ لأنه إن أريد به الأمر؛ فلا خلاف: أنه لا يجوز ذلك؛ لأن الله تعالى لم يأمر بها، فإنه لا يأمر بالفحشاء. وقال زكريا بن سلام: جاء رجل إلى الحسن البصري، فقال: إنه طلق امرأته ثلاثا، فقال: إنك قد عصيت ربك، وبانت منك! فقال الرجل: قضى الله ذلك عليّ، فقال الحسن، وكان فصيحا: ما قضى الله ذلك؛ أي: ما أمر الله به، وقرأ قوله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ}. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قُتِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {الْإِنْسانُ:} نائب فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {ما أَكْفَرَهُ:} {ما:} نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَكْفَرَهُ:} فعل ماض جامد مبني على الفتح، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «هو» يعود إلى {ما،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {ما}. هذا؛ وأجيز اعتبار {ما} استفهامية في محل رفع مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبرها، التقدير: أي شيء دعاه إلى الكفر؟ وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي مستأنفة، لا محل لها. وهناك أوجه أخر في إعراب هذه الجملة ضربت عنها صفحا للاختصار. {مِنْ أَيِّ:} متعلقان بالفعل بعدهما، و {أَيِّ:} مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه. {خَلَقَهُ:} فعل ماض، والهاء مفعول به، والفاعل محذوف، أو هو ضمير يعود إلى (الله)، وهو غير مذكور، لكنه مفهوم من المقام، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْ نُطْفَةٍ:} متعلقان بما بعدهما. {خَلَقَهُ:} فعل ماض، ومفعوله، والفاعل مثل سابقه مفهوم من المقام، والجملة الفعلية بدل من سابقتها، وبيان لها.

هذا؛ وإن اعتبرت الجار، والمجرور {مِنْ نُطْفَةٍ} بدلا مما قبلهما؛ فالجملة الفعلية تكون مستأنفة، لا محل لها، وجملة: (قدره) معطوفة عليها على الوجهين المعتبرين فيها. {ثُمَّ:}

حرف عطف. {السَّبِيلَ:} مفعول به لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده. هذا؛ وقيل: إن الضمير للإنسان، و {السَّبِيلَ} ظرف مكان، أو هو مفعول ثان للفعل المفسر بما بعده، التقدير:

يسره السبيل، وعلى هذا فالفعل يتضمن معنى: أعطى. وتقدم مثله في قوله تعالى: {إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ} الآية رقم [٣] من سورة (الدهر). {يَسَّرَهُ:} فعل ماض، والهاء مفعول به، والفاعل يعود إلى (الله)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وجملة: {أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ} معطوفتان أيضا.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك مبني على السكون في محل نصب. {شاءَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله)، والمفعول محذوف، التقدير: شاء نشره، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المشهور المرجوح، وجملة (أنشره) جواب {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها معطوف على ما قبله، لا محل له مثله، {كَلاّ:} ردع، وزجر للإنسان عما هو عليه من التكبر، والتجبر، والترفع، والإصرار على إنكار التوحيد، وإنكار البعث والحساب. هذا؛ وقيل: {كَلاّ}

<<  <  ج: ص:  >  >>