للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: (بظنين) بضعيف. حكاه الفراء، والمبرد، يقال: رجل ظنين؛ أي: ضعيف، وبئر ظنون: إذا كانت قليلة الماء. قال الأعشى: [السريع]

ما جعل الجدّ الظّنون الذي... جنّب صوب اللّجب الماطر

مثل الفراتيّ إذا ما طما... يقذف بالبوصيّ والماهر

والظنون: الدّين الذي لا يدرى أيقضيه آخذه، أم لا؟ ومنه حديث علي-رضي الله عنه وكرم الله وجهه-في الرجل يكون له الدين الظّنون. قال: يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا. والظنون:

الرجل السيئ الخلق، فهو لفظ مشترك. {وَما هُوَ} أي: القرآن. {بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ:} مرجوم ملعون، كما قالت قريش؛ أي: ليس بشعر، ولا بسحر، ولا بكهانة، فقد كانوا يقولون: إن شيطانا يلقيه على لسانه. فنفى الله ذلك عنه. قال تعالى في سورة (الشعراء) رقم [٢١٠]: {وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ} أي:

ليس هو بقول بعض المسترقة للسمع، وبوحيهم إلى أوليائهم من الكهنة. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أي: فأين تعدلون عن القرآن، وفيه الشفاء، والهدى، والبيان. وقيل: معناه: أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة؛ التي قد بينت لكم؟! وهذا كما يقال لتارك الجادة المستقيمة اعتسافا، أو ذاهبا في بنات الطريق: أين تذهب؟ مثلت حالهم بحاله في تركهم الحق، وعدولهم عنه إلى الباطل.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، التقدير: والله. والجار، والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم. اللام: واقعة في جواب القسم. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {رَآهُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، والكلام مستأنف، لا محل له. وقال الجمل: معطوف على قوله: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} فهو من جملة المقسم عليه. {بِالْأُفُقِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمُبِينِ:} صفة (الأفق). {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية حجازية. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم (ما).

{عَلَى الْغَيْبِ:} متعلقان بما بعدهما. {بِضَنِينٍ:} الباء: حرف جر صلة. (ضنين): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من فاعل (رأى) المستتر، والرابط: الواو، والضمير. {وَما هُوَ بِقَوْلِ:} مثل سابقه في الإعراب، و (قول) مضاف، و {شَيْطانٍ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. {رَجِيمٍ:} صفة {شَيْطانٍ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها. {فَأَيْنَ:} الفاء: هي الفصيحة. (أين): اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بما بعده. {تَذْهَبُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط مقدر، التقدير: وإذا كان ما ذكر واقعا فإلى أين تذهبون به؟! والكلام مستأنف، لا محل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>