يعرف، فجعلت الترهات مثلا لما لا يعرف، ولا يتضح من الأمور المشكلة الغامضة؛ التي لا أصل لها.
{الْأَوَّلِينَ:} جمع: أول، وفيه مسائل: الأولى: الصحيح أن أصله: (أوأل) بوزن أفعل، قلبت الهمزة الثانية واوا، ثم أدغمت في الأولى، بدليل قولهم في الجمع: أوائل. وقيل: أصله:
(ووّل) بوزن: فوعل، قلبت الواو الأولى همزة، وإنما لم يجمع على أواول لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع.
الثانية: الصحيح: أن أول لا يستلزم ثانيا، وإنما معناه: ابتداء الشيء، ثم قد يكون له ثان، وقد لا يكون، تقول: هذا أول مال اكتسبته، وقد لا تكتسب بعده شيئا، وقد تكتسب. وقيل: إنه يستلزم ثانيا، كما أن الآخر يقتضي أولا، فلو قال: إن كان أول ولد تلدينه ذكرا؛ فأنت طالق، فولدت ذكرا، ولم تلد غيره، وقع الطلاق على الأول دون الثاني.
الثالثة: لأول استعمالان: أحدهما: أن يكون صفة؛ أي: أفعل تفضيل بمعنى الأسبق، فيعطى هذا حكم أفعل التفضيل من منع الصرف، وعدم تأنيثه بالتاء، ودخول من عليه، نحو:
هذا أول من هذين، ولقيته عاما أول. والثاني أن يكون اسما مصروفا، نحو لقيته عاما أولا، ومنه قولهم: ما له أول، ولا آخر. قال أبو حيان: في محفوظي: أن هذا يؤنث بالتاء، ويصرف أيضا، فيقال: أولة، وآخرة. انتهى. همع الهوامع شرح جمع الجوامع.
الإعراب: {كَلاّ:} حرف ردع، وزجر، أو حرف تنبيه بمعنى: حقا. انظر الشرح. {إِنَّ:}
حرف مشبّه بالفعل. {كِتابَ} اسم (إنّ)، و {كِتابَ:} مضاف، و {الفُجّارِ} مضاف إليه. {لَفِي:}
اللام: هي المزحلقة. (في سجين): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية مبتدأة، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {وَما:} الواو: حرف استئناف.
(ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَدْراكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (ما) الاستفهامية، والكاف مفعول به أول، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {ما سِجِّينٌ:} مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول {أَدْراكَ} الثاني المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. وقال زاده: في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني والثالث ل: {أَدْراكَ؛} لأنه بمعنى: أعلم. {كِتابَ:} بدل من {سِجِّينٍ،} أو هو خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو كتاب، وهذا على تفسير النسفي الذي رأيته، وعلى اعتبار {سِجِّينٍ} اسم مكان، أو اسم موضع؛ فكتاب خبر (إنّ)، والجار، والمجرور: (في سجين) متعلقان ب: {مَرْقُومٌ}. وقيل:
{كِتابَ} خبر ثان ل: {إِنَّ}. {مَرْقُومٌ:} صفة {كِتابَ} وعلى هذين الوجهين؛ فالجملة الاسمية:
{وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ} معترضة لا محل لها.