للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيل: حميله، وغثت نفسه، تغثى غثيا من باب رمى، وغثيانا، وهو اضطرابها؛ حتى تكاد تتقيأ من خلط ينصبّ إلى فم المعدة. {أَحْوى} أي: أسود بعد الخضرة، وذلك: أن الكلأ إذا جف، ويبس؛ اسودّ. قال امرؤ القيس في معلقته رقم [٨٩]: [الطويل]

كأنّ ذرا رأس المجيمر غدوة... من السّيل والإغثاء فلكة مغزل

و (الأحوى) الأسود؛ أي: إن النبات يضرب إلى الحوة من شدة الخضرة، كالأسود، والحوة: السواد، قال ذو الرّمّة: [البسيط]

لمياء في شفتيها حوّة لعس... وفي اللّثات وفي أنيابها شنب

ويقال: رجل أحوى، وامرأة حواء، وجمعهما: حوّ، مثل: أحمر، وحمر، وقد حويت.

وبعير أحوى: إذا خالط خضرته سواد وصفرة.

تنبيه: تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به في ذاته، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، وأحكامه واجب. فأما في ذاته؛ فأن تعتقد: أنها ليست من الجواهر، والأعراض، وأما في صفاته؛ فأن تعتقد: أنها ليست محدثة، ولا متناهية، ولا ناقصة. وأما في أفعاله؛ فأن تعتقد: أنه سبحانه مطلق، لا اعتراض لأحد عليه في أمر من الأمور. وأما في أسمائه؛ فأن لا تذكره سبحانه إلا بالأسماء التي لا توهم نقصا بوجه من الوجوه، سواء ورد الإذن فيها، أم لم يرد. وأما في أحكامه سبحانه؛ فأن تعلم: أنه ما كلفنا لنفع يعود إليه، بل لمحض المالكية. انتهى. جمل نقلا عن الخطيب.

الإعراب: {سَبِّحِ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {اِسْمَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه. وقيل: اسم صلة. قاله ابن عباس، والسدي، والمعنى: عظّم ربك الأعلى، فالمراد تعظيم المسمى. ومنه قول: لبيد-رضي الله عنه-وانظره في الشاهد رقم [٩٧٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الطويل]

إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

وعليه ف‍: {رَبِّكَ} مفعول به، مجرور لفظا، منصوب محلا، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{الْأَعْلَى:} صفة ل‍: {رَبِّكَ،} أو صفة {اِسْمَ،} فعلى الأول هو مجرور، وعلى الثاني هو منصوب، والكسرة، أو الفتحة مقدرة على الألف للتعذر. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ثانية ل‍: {اِسْمَ،} أو في محل جر صفة ثانية ل‍: {رَبِّكَ} إلا أن اعتبار {الْأَعْلَى} صفة ل‍: {اِسْمَ} يمنع جعل {الَّذِي} صفة ل‍: {رَبِّكَ،} بل يتعين حينئذ جعله نعتا ل‍: {اِسْمَ،} أو نعتا مقطوعا لئلا يلزم الفصل بين الموصوف، وصفته بصفة غيره؛ إذ يصير التركيب مثل قولك: جاءني غلام هند العاقل الحسنة، وهو ممتنع. انتهى. سمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>