للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَيْفَ يَشاءُ و {يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ} و {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ} وجوابها في ذلك كله محذوف لدلالة ما قبله عليه. وهذا يشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشرطها.

وقد استدرك بعض المعلقين على المغني، فقال: أجاب بعضهم بأنه يمكن أن يقدر الجواب موافقا للشرط بأن يقدر الجواب فعل مشيئة متعلق بالفعل السابق، وهو دال عليه؛ لأن الفعل الاختياري يستلزم المشيئة، والأصل كيف يشاء أمرا؛ يشاء التصوير في الأرحام. كيف يشاء أمرا؛ يشاء الإنفاق، كيف يشاء أمرا؛ يشاء بسطه. غاية الأمر أن متعلق الفعلين مختلف، وهذا جواب بعيد؛ لأنهم قالوا: لدلالة ما قبله؛ لأن المتبادر: أنه دال على الجواب، وعلى رفع الإشكال، فيكون ما قبلها دالا على متعلق جوابها، لا على نفس جوابها. وقد علمت دفع هذا بأن الفعل الاختياري، وهو الفعل الواقع قبلها يستلزم المشيئة، وهو الجواب المحذوف. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

انتهت سورة (الغاشية) شرحا، وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>