للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى أعطاه في الدنيا النصر، والظفر على الأعداء، وكثرة الفتوح في زمنه، وبعده إلى يوم القيامة، وأعلى دينه، وأن أمته خير الأمم، وأعطاه في الآخرة الشفاعة العامة، والخاصة، والمقام المحمود، والحوض المورود، وغير ذلك مما أعطاه في الدنيا، والآخرة. انتهى. خازن بتصرف.

هذا؛ وإنما قيد الله تعالى بقوله: {خَيْرٌ لَكَ؛} لأنها ليست خيرا لكل أحد. قال البقاعي: إن الناس على أربعة أقسام: منهم من له الخير في الدارين، وهم أهل الطاعة الأغنياء، ومنهم من له الشر فيهما، وهم الكفرة الفقراء، ومنهم من له صورة خير في الدنيا، وشر في الآخرة، وهم الكفرة الأغنياء، ومنهم من له صورة شر في الدنيا، وخير في الآخرة، وهم الفقراء المؤمنون.

انتهى. خازن.

الإعراب: {وَلَلْآخِرَةُ:} الواو: حرف عطف. اللام: لام الابتداء. (الآخرة خير): مبتدأ، وخبر، والجملة الاسمية معطوفة على قوله تعالى: {ما وَدَّعَكَ..}. إلخ لا محل لها مثلها.

{لَكَ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خَيْرٌ}. {مِنَ الْأُولى:} متعلقان ب‍: {خَيْرٌ} أيضا.

{وَلَسَوْفَ:} الواو: حرف عطف. اللام: لام الابتداء. (سوف): حرف تسويف، واستقبال.

وانظر آخر سورة (الليل). {يُعْطِيكَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والكاف مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف، انظر الآية رقم [٥] من سورة (الليل). {رَبُّكَ:} فاعل، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {فَتَرْضى:} الفاء:

حرف عطف وسبب. (ترضى): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

تنبيه: الإعراب المتقدم يفيد: أن الجمل الأربع المذكورة كلها واقعة في حيز القسم، وهو صريح قول الجلال: إلى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين، ولكن الزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنسفي كعادتهما قالوا: واللام الداخلة على سوف لام الابتداء المؤكدة لمضمون الجملة، والمبتدأ محذوف، تقديره: ولأنت سوف يعطيك، ونحوه: لأقسم فيمن قرأ كذلك؛ أي: في أول سورة (القيامة) وسورة (البلد) ونحوهما؛ لأن المعنى: «لأنا أقسم» وهذا؛ لأنها إذا كانت لام قسم لا تدخل على المضارع إلا مع نون التوكيد، فيتعين أن تكون لام ابتداء، ولام الابتداء لا تدخل إلا على المبتدأ، والخبر، فلا بد من تقدير مبتدأ وخبر كما ذكرنا. كذا ذكره صاحب الكشاف.

وذكر صاحب الكشف: هي لام القسم، واستغني عن نون التوكيد؛ لأن نون التوكيد إنما تدخل ليؤذن: أن اللام لام القسم، لا لام الابتداء، وقد علم: أنه ليس للابتداء؛ لدخولها على (سوف)؛ لأن لام الابتداء لا تدخل على (سوف) وذكر: أن الجمع بين حرفي التأكيد، والتأخير يؤذن بأن العطاء كائن لا محالة؛ وإن تأخر. انتهى. نسفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>