مالك بن نضلة الجشمي-رضي الله عنه-قال: كنت جالسا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم، فرآني رثّ الثياب، فقال:«ألك مال؟». قلت: نعم يا رسول الله، من كلّ المال. قال:«إذا آتاك الله مالا؛ فلير أثره عليك». وروى أبو سعيد الخدري-رضي الله عنه-عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال: «إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده». ولا تنس المقابلة بين هذه الآيات، والتي قبلها، وهي من المحسنات البديعية.
الإعراب:{فَأَمَّا:} الفاء: حرف تفريع، واستئناف. أو هي الفاء الفصيحة. (أما): انظر الآية رقم [١٥] من سورة (الفجر)، والتقدير هنا: مهما يكن من شيء، فلا تقهر اليتيم، ولا تنهر السائل. {الْيَتِيمَ:} مفعول به مقدم، عامله ما بعده، وبه استدل ابن مالك على أنه لا يلزم من تقديم المعمول تقديم العامل، ألا ترى: أن اليتيم منصوب بالمجزوم، وقد تقدم على الجازم، ولو قدمت (تقهر) على (لا)، لامتنع؛ لأن المجزوم لا يتقدم على جازمه، كالمجرور لا يتقدم على جارّه. وانظر ما ذكرته في سورة (هود) رقم [٨] وهي قوله تعالى: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ} ولا تمنع الفاء هنا من التقديم؛ لأنها كالزائدة. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب أما. (لا): ناهية. {تَقْهَرْ:} فعل مضارع مجزوم ب: (لا)، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية جواب (أمّا)، لا محل لها، و (أمّا) ومدخولها كلام مفرع عما قبله، ومستأنف، لا محل له، وعلى اعتبار الفاء فصيحة فهو جواب لشرط مقدر، التقدير: وإذا حصل لك ما تقدم؛ فأما اليتيم... إلخ. والكلام بعده معطوف عليه. وإعرابه مثله بلا فارق. {بِنِعْمَةِ:}
متعلقان بما بعدهما، و (نعمة) مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.