للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضمّ الإله اسم النّبيّ مع اسمه... إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشقّ له من اسمه ليجلّه... فذو العرش محمود وهذا محمد

وروي عن الضحاك عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: يقول له: لا ذكرت؛ إلا ذكرت معي في الأذان، والإقامة، والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا، والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض، ومغاربها، ولو أن رجلا عبد الله جل ثناؤه، وصدّق بالجنة، والنار، وكلّ شيء، ولم يشهد: أن محمدا رسول الله؛ لم ينتفع بشيء، وكان كافرا. وقيل: أي: أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه. وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات. وقيل: هو عام في كل شيء، وكم من موضع في القرآن الكريم يذكر فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم مقرونا مع ذكر الله تعالى، من ذلك قوله تعالى في سورة (التوبة):

{وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ،} وقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ،} وقوله تعالى:

{وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وغير ذلك.

تنبيه: من الملاحظ زيادة لفظ {لَكَ} في الآية الأولى، وزيادة لفظ {عَنْكَ} في الثانية، وزيادة لفظ {لَكَ} في الرابعة، فأي فائدة في تقديم الزيادة على المفاعيل الثلاثة؛ والمعنى مستقل بدونها؟ والجواب: أن زيادتها مقدمة عليها تفيد إبهام المشروح، والموضوع، والمرفوع، ثم توضيحه، والإيضاح بعد الإبهام أوقع في الذهن. انتهى. جمل نقلا عن زاده، بتصرف كبير مني. وانظر مثله في سورة (طه) رقم [٢٥].

الإعراب: {أَلَمْ:} (الهمزة): حرف استفهام، وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم.

{نَشْرَحْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) والفاعل مستتر تقديره: «نحن». هذا؛ وقال الزمخشري:

وعن أبي جعفر المنصور: أنه قرأ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} بفتح الحاء. وقالوا: لعله بيّن الحاء وأشبعها في مخرجها، فظن السامع: أنه فتحها، انتهى. كشاف. هذا؛ وذكر ذلك ابن هشام رحمه الله في مغنيه، وأورد قول الأضبط بن قريع السعدي-وهو الشاهد رقم [١٠٩٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [المنسرح]

لا تهين الفقير علّك أن... تركع يوما، والدّهر قد رفعه

وأيضا ما نسب لطرفة بن العبد-وهو الشاهد رقم [١٠٩٩] من كتابنا المذكور-: [المنسرح]

اضرب عنك الهموم طارقها... ضربك بالسّيف قونس الفرس

وأيضا قول الحارث بن المنذر الجرمي-وهو الشاهد رقم [٥٠٢] من الكتاب المذكور-: [الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>