للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظلّ بارد، ورطب طيب، وماء بارد». وكنّى الرجل الذي من الأنصار، فقال: أبو الهيثم بن التيهان، وذكر قصته. انتهى. قرطبي.

قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: اسم الرجل الأنصاري مالك بن التيهان، ويكنى: أبا الهيثم. وفي هذه القصة يقول عبد الله بن رواحة-رضي الله عنه-يمدح بها أبا الهيثم بن التيهان: [الطويل]

فلم أر كالإسلام عزّا لأمّة... ولا مثل أضياف الأراشيّ معشرا

نبيّ وصدّيق وفاروق أمّة... وخير بني حوّاء فرعا وعنصرا

فوافوا لميقات وقدر قضيّة... وكان قضاء الله قدرا مقدّرا

إلى رجل نجد يباري بجوده... شموس الضحى جودا ومجدا ومفخرا

وفارس خلق الله في كلّ غارة... إذا لبس القوم الحديد المسمّرا

ففدّى وحيّا، ثمّ أوفى قراهم... فلم يقرهم إلا سمينا متمّرا

انتهى. كله من القرطبي. ومثله في الخازن ما عدا الشعر. وجاء في: «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذري الحديث لكنه من رواية ابن عباس-رضي الله عنهما-وتخريج الطبراني، وابن حبان. والمضيف كان أبو أيوب، رضي الله عنه. هكذا ذكر هناك.

الإعراب: {ثُمَّ:} حرف عطف. {لَتَرَوُنَّها:} اللام: واقعة في جواب القسم المحذوف.

(ترونها): فعل مضارع مرفوع مثل سابقه، والواو فاعله، والنون حرف لا محل له، و (ها):

مفعول به، والجملة الفعلية جواب القسم المحذوف، والقسم، وجوابه كلام معطوف على ما قبله. {عَيْنَ:} مفعول مطلق، عامله ما قبله؛ لأن رأى، وعاين بمعنى واحد، و {عَيْنَ} مضاف، و {الْيَقِينِ:} مضاف إليه. {لَتُسْئَلُنَّ:} مثل ما قبلها إعرابا ومحلا. {يَوْمَئِذٍ:} (يوم):

ظرف زمان متعلق بما قبله، و (إذ) في محل جر بالإضافة، والتنوين عوض عن جملة محذوفة، التقدير: يوم إذ ترون الجحيم. {عَنِ النَّعِيمِ:} متعلقان بما قبلهما أيضا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

انتهت سورة (التكاثر) شرحا، وإعرابا والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>