الإعراب:{فَلْيَعْبُدُوا:} الفاء: حرف استئناف على اعتبار السورة متصلة بما قبلها، وصلة على اعتبارها منفصلة. وقيل: واقعة في جواب شرط مقدر؛ أي: فإن لم يعبدوه لسائر نعمه؛ فليعبدوه لشأن هذه الواحدة؛ التي هي نعمة ظاهرة. وهذا يعني: أنها الفاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، كما رأيت، وهو جيد جدا. (ليعبدوا): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. {رَبَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {هذَا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {الْبَيْتِ:} صفة اسم الإشارة، أو بدل منه. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بدلا من {رَبَّ،} أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو الذي، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أمدح، ونحوه، وهذان الوجهان على القطع. {أَطْعَمَهُمْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول.
{مِنْ جُوعٍ:} متعلقان بما قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال، التقدير: أطعمهم جائعين، والجملة الثانية معطوفة على ما قبلها، وإعرابها مثلها بلا فارق. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهت سورة (قريش) شرحا، وإعرابا بعون الله وتوفيقه.