للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة، وذمّهم على ترك الصلاة، ومنع الزكاة، وعطف الزكاة على الصلاة، وقرنها بها، ورد ذلك في ثلاث وثلاثين آية. وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-الماعون: الفأس، والدلو، والقدر، وأشباه ذلك من الأمتعة المستعملة في البيت، والمتداولة في أيدي الناس. وبالجملة:

فالماعون: طاعة الله، والمعروف بين الناس، وقضاء حوائج الناس، وعامة الأمتعة المستعملة في البيوت، والزكاة. وكل عمل بر. وخذ قول الراعي النميري: [الكامل]

أخليفة الرّحمن إنّا معشر... حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

عرب نرى لله في أموالنا... حقّ الزكاة منزّلا تنزيلا

قوم على التنزيل لمّا يمنعوا... ما عونهم ويبدّلوا التنزيلا

الإعراب: {فَوَيْلٌ:} الفاء: حرف استئناف. وقيل: الفصيحة. ولا وجه له. وقال السمين:

للسببية، وهو أولى. (ويل): مبتدأ، وساغ الابتداء به؛ لأنه متضمن معنى الدعاء. {لِلْمُصَلِّينَ:}

جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة، أو بدل من (المصلين)، أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين، أو في محل نصب مفعول به بفعل محذوف، التقدير: أذم، ونحوه. وهذان الوجهان على القطع. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {عَنْ صَلاتِهِمْ:} متعلقان ب‍: {ساهُونَ} بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {ساهُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. {الَّذِينَ:} مثل سابقه في جميع وجوهه.

{هُمْ:} مبتدأ. {يُراؤُنَ:} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها.

{وَيَمْنَعُونَ:} الواو: حرف عطف. (يمنعون): فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، ومفعوله الأول محذوف، التقدير: يمنعون الناس. {الْماعُونَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

انتهت سورة (الماعون) شرحا، وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>